تعزيز العلاقات مع الشركاء التقليديين للمغرب وعقد شراكات جديدة

5.1. - T - إشعاع المغرب وخدمة قضاياه. _2.png
Body

واصلت الدبلوماسية المغربية، على غرار السنوات الماضية، تنزيل الرؤية الملكية السامية الرامية إلى تعزيز دينامية التعاون مع شركاء المملكة التقليديين وتنويع مجالاته، مع العمل على الانفتاح على شركاء جدد وإحداث مجالات جديدة للتعاون والشراكة.

فعلى مستوى العلاقات الثنائية التي تجمع المغرب بشركائه التقليديين بأوروبا، والتي تشكل أولوية استراتيجية بالنسبة للمملكة المغربية، فقد تم التركيز على التوفيق بين الالتزامات التي تم التعهد بها، والحفاظ على المكتسبات، واتخاذ قرارات جديدة تهم إدارة الأزمة الصحية بكل تبعاتها، بناء على أهمية الشراكة متعددة الأبعاد بين المغرب وأوروبا.  فعلى الرغم من السياق الصحي الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا، فقد واصل المغرب تفعيل أجندة علاقاته مع الدول الأوروبية، من خلال عقد محادثات هاتفية بين السيد الوزير ومعظم نظرائه الأوروبيين، أو عبر تبادل الزيارات كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا وإيطاليا.

وعلى صعيد آخر، قامت الدبلوماسية المغربية خلال هذه السنة بتعبئة طاقاتها لتعزيز علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من جهة، ثم العمل على تنمية وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع باقي دول أمريكا اللاتينية والكاريبي من جهة أخرى، وذلك من أجل تحقيق المصالح وصيانة المكتسبات في ظل السياق الدولي لجائحة كورونا المطبوع بسمتي التغير وانعدام الرؤية.

وفي هذا الصدد، عمل المغرب على تطوير علاقات الشراكة والتعاون مع دول كالبرازيل والأرجنتين والشيلي وكولومبيا والبيرو والبارغواي، سواء عبر البعثات الدبلوماسية أو من خلال الاتصالات واللقاءات المختلفة والزيارات المتبادلة للمسؤولين. ونذكر على سبيل الاستدلال، مشاركة السيد الوزير في المنتدى الاقتصادي البرازيلي العربي، عبر تقنية التناظر المرئي، وتفعيل آلية التشاور السياسي واللجنة المختلطة مع كولومبيا، التي توجت بتوقيع الجانبين للعديد من الاتفاقيات التي همت مجالات تعاون مختلفة.

أما على مستوى فضاء آسيا والأوقيانوس، فقد شهدت السنة المنصرمة تواصل المجهودات الرامية إلى تعزيز دينامية التعاون الثنائي مع دول هذا الفضاء، سواء على الصعيد الثنائي أو على صعيد التجمعات الإقليمية. وفي هذا الإطار تمكنت بلادنا من توطيد مكتسباتها في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية، حيث تم إحراز مواقف داعمة لسيادة المغرب ووحدته الترابية من عدة دول، خاصة عقب أحداث الكركارات، كما تم العمل على تحييد الأنشطة المعادية للمملكة في منطقة المحيط الهادئ.

من جهة أخرى، و في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك نصره الله للوضع الوبائي و الأمن الصحي لبلادنا في ظل السياق الوبائي العالمي، تمكنت الدبلوماسية المغربية  من استثمار علاقاتها مع دول هذا الفضاء، خصوصا الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، لدعم ومواكبة جهود المغرب في التصدي لجائحة كورونا، حيث تمت تعبئة البعثات الدبلوماسية للمغرب في آسيا والأوقيانوس لاقتناء المعدات والتجهيزات الطبية وشبه الطبية واللقاحات، إضافة إلى القيام بالإجراءات الضرورية مع الموردين والتفاوض بشأن العقود وعمليات النقل.  كما تمت تعبئة الخبرة الأسيوية من أجل مصاحبة القدرات الوطنية.


رئيس الحكومة، المشور السعيد، الرباط، المغرب
جميع الحقوق محفوظة - رئيس الحكومة 2019