رئيس الحكومة: معبؤون جميعا لتدبير جائحة كورونا بمنطق وطني عال وراق
قال رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، إن المغرب شهد في الأسابيع الأخيرة، على غرار أغلب دول العالم، موجة ثانية من انتشار وباء كورونا، وأن اهتمام الحكومة منصب حول مواجهة الوباء ومحاصرته، وكذا معالجة تداعياته والتقليل من آثره.
وأوضح رئيس الحكومة، في حوار صحفي أجراه مع موقع فبراير.كوم يوم السبت 5 شتنبر 2020، أن جميع أعضاء الحكومة معبؤون في قطاعاتهم، ويشتغلون بشكل جماعي لتدبير الأزمة الصحية الصعبة، بمنطق وطني عال وراق، تحت قيادة جلالة الملك نصره الله، مبرزا أن الحكومة سبق لها أن "أكدت أن مرحلة ما بعد تخفيف الحجر الصحي لا تقل صعوبة عن التي قبلها، وهذا ما أشرت إليه في عدة مناسبات تواصلية داخل البرلمان وخارجه".
وإذا كانت الوضعية الوبائية غير مطمئنة خلال الأسابيع الأخيرة، يضيف رئيس الحكومة، فإن "تجاوز تحدياتها تقع مسؤوليته على عاتقنا جميعا، لتفادي أي تدهور أو تراجع، بحكم أن "المرحلة الحالية تستدعي سلوكا من قبل الجميع لمواجهة كوفيد-19، مع ضرورة الاتسام بالوطنية والتسامي والتضحية والتصرف بما يسهم في حل المشاكل لا في تفاقمها وتعقيدها".
كما أشار رئيس الحكومة إلى أننا الجميع، حكومة ومؤسسات وهيآت مدنية ومواطنين، بقيادة جلالة الملك حفظه الله، وللإنصاف والحقيقية، حققنا نجاحات مقدرة في مواجهة الجائحة، نجاح كان محط تقدير وإشادة من الداخل والخارج، وهو ما أكده جلالة الملك في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، ومكن المغرب، بشكل استباقي وإنساني، من تفادي الأسوأ صحيا واقتصاديا وكذا اجتماعيا".
أما بخصوص ما قد يبدو ارتباكا في بعض الأحيان، أوضح رئيس الحكومة أنه يرجع في أغلبه إما إلى التطور المباغت وغير المتوقع للحالة الوبائية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات احترازية طارئة، أو إلى اضطراب في العملية التواصلية، التي يؤثر فيها فاعلون كثر، لكن مواقف وتصريحات الحكومة، يشدد الرئيس، "واحدة وموحدة، بغض النظر عن القطاع الذي يتولى الإعلان عنها".
وبخصوص التمييز بين الوزراء على أساس انتمائهم الحزبي، أكد الرئيس أن المهم هو أن كل الوزراء يعملون ويقومون بجهد مقدر، وما يميز بينهم، هو طبيعة القطاعات التي يتحملون مسؤوليتها وليس انتماءهم السياسي والحزبي من عدمه، فنحن" ندبر أزمة ولا مجال فيها لحسابات سياسوية ضيقة ولا لتحليلات سطحية".
إلى ذلك، أوضح رئيس الحكومة أن حكومته تفاعلت مع التوجيهات الملكية السامية بشأن تدبير جائحة كورونا وقامت بتنزيلها وأجرأتها، بالإضافة إلى اتخاذها مئات الإجراءات والقرارات لها علاقة بالأزمة ذاتها، مبرزا أن من أسرار نجاح المغرب في المرحلة الأولى من مواجهة كوفيد 19؛ هو منطق الانسجام وروح التكامل الذي يشتغل به كافة المتدخلين، والمأمول، بل المطلوب هو مواصلة المعركة ضد الوباء بنفس الحماس والمنطق والمقاربة، وأن الحكومة حاضرة، وتتحمل مسؤولياتها، وتقوم بمهامها وفق توجيهات جلالة الملك، وفي ذلك فخر لها وسند.
وبخصوص انسجام الفريق الحكومي وحصيلة عمله، قال الرئيس إن "الذي يهمني هو السير العادي لعمل الحكومة ومستوى الإنجاز، وكذا التقدم في تطبيق البرنامج الحكومي الذي يجمعنا، ويطوقنا بمسؤوليات والتزامات"، مؤكدا أن "الحصيلة إيجابية ومشرفة في عمومها، رغم ما يعتريها من تحديات ومن بعض أوجه النقص، وبطبيعة الحال الكمال لله، لذلك سنستمر في الإنصات وفي الإنجاز، للوفاء بالتزامات وتعهدات البرنامج الحكومي، وفي الوقت نفسه للتفاعل مع مستجدات الوضعية الصحية والاجتماعية والاقتصادية ببلادنا".