رئيس الحكومة يترأس اجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية

08sept.jpeg

 ترأس رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، صباح يوم الثلاثاء 8 شتنبر 2020 بالرباط، اجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، الذي انعقد في دورته السادسة بشكل حضوري، وخصص للوقوف على حصيلة عمل الوكالة برسم الموسم القرائي الحالي، وتدابير افتتاح الموسم المقبل، ومكونات برنامج عمل الوكالة للفترة 2021-2023 ومجموعة من النقاط المرتبطة بتحقيق أهداف ورش محاربة الأمية ببلادنا.
وأشار السيد رئيس الحكومة في كلمته الافتتاحية إلى السياق الاستثنائي الذي ينعقد فيه هذا الاجتماع، بسبب جائحة كوفيد 19 وتداعياتها، والتي أدت إلى تعليق دروس محاربة الأمية بجميع المراكز منذ يوم الاثنين 16 مارس 2020، كخيار وقائي للحفاظ على سلامة وصحة المستفيدين والمكونين ومختلف المتدخلين.
واستعرض السيد رئيس الحكومة حصيلة عمل الوكالة، التي عملت بالتنسيق مع مختلف الشركاء على المستوى الوطني وبتشارك مع الشركاء الدوليين، على تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المدرجة في خارطة الطريق 2017-2021 على مستوى الحكامة، وملاءمة العرض والطلب، وتحسين جودة التعلمات.
ونوه السيد رئيس الحكومة بمجموعة من الإنجازات في مجال محاربة الأمية، حيث فاق عدد المشاركين في مجموع البرامج (محاربة الأمية، وبرامج ما بعد محاربة الأمية ومحو الأمية الوظيفية) في الموسم القرائي 2019-2020، 1مليون و200 ألف مشارك(ة)، ولأول مرة تجاوز عدد المسجلين في برامج محو الأمية عتبة 1 مليون مستفيد ليبلغ 1 مليون و22 ألف مسجل(ة) بزيادة تقدر ب %9,3.
 وبخصوص ورش التكوين عن بعد، الذي انخرطت فيه الوكالة، نوه السيد رئيس الحكومة بتَطبيقَي "ألفا نور" و "ألفا تأهيل"، لاسيما أنه من شأن كل تطبيق في هذا المجال أن يمكن من توسيع دائرة المستفيدين من برامج محو الأمية. وبهذه المناسبة، دعا السيد رئيس الحكومة جميع الفاعلين إلى الاستفادة من فرص التعلم المتاحة عبر هذه التطبيقات. كما حث الوكالة على الإسراع بإخراج التطبيقات المعلوماتية التي توجد في طور الإعداد، ومنها التطبيق الخاص بالبحارة، الذي يتم تطويره بتنسيق وتعاون مع قطاع الصيد البحري، وتطبيق معلوماتي لفائدة الفلاحين في إطار عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة في دوائر الري بالغرب والحوز، ويتم تطويره بدعم وتنسيق مع وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.
كما أكد السيد رئيس الحكومة على ضرورة بذل جهود إضافية من أجل بلوغ الهدف المنشود، ألا وهو تقليص نسبة الأمية في أفق القضاء عليها ببلادنا، داعيا جميع الشركاء لمساندة الوكالة في رفع تحدي تجاوز تأثير جائحة كورونا لإنهاء الموسم القرائي الحالي 2019-2020، وتدبير عملية إطلاق الموسم القرائي المقبل 2020-2021، والاجتهاد لاقتراح أفضل الصيغ الممكنة من أجل ضمان استمرارية التعلم والتكوين مع حماية المستفيدين والمكونين ومختلف المتدخلين من أخطار الإصابة بالفيروس.
وبعد ذلك تتبع أعضاء المجلس عرضا للسيد مدير الوكالة تناول فيه حصيلة عمل الوكالة برسم الموسم القرائي 2019-2020، وبرنامج عمل الوكالة برسم الفترة 2021-2023 وطرق تمويلها، وورش التحول الرقمي للوكالة ومسطرة شراكتها مع هيئات المجتمع المدني.
كما تضمن عرض السيد المدير مجموع التدابير المقترحة لاختتام الموسم القرائي 2019-2020 وافتتاح الموسم القرائي 2020-2021 وفقا لنتائج الدراسة الميدانية التي أشرفت عليها لجنة الاستراتيجية والاستثمار المنبثقة عن مجلس إدارة الوكالة. 
وبعد مداولات أعضاء المجلس ومناقشة عامة، خلص مجلس الإدارة إلى مجموعة من القرارات منها على الخصوص المصادقة على حصيلة عمل الوكالة برسم الموسم القرائي 2019-2020، وحصر البيانات متعددة السنوات وكيفية تمويل برامج محاربة الأمية للفترة الممتدة بين سنة 2021 وسنة 2023، وكذا برنامج عمل الوكالة وميزانيتها برسم السنة المالية 2021. 
كما صادق المجلس على الإجراءات المتعلقة بتدبير إنهاء الموسم القرائي 2019-2020 وافتتاح الموسم القرائي 2020-2021:
بخصوص تدبير إنهاء الموسم القرائي 2019-2020، قرر المجلس ما يلي:

  • استئناف دروس برامج محاربة الأمية حضوريا برسم الموسم القرائي 2019-2020 بشراكة بين هيئات المجتمع المدني والوكالة ابتداء من يوم 13 أكتوبر2020 مع اعتماد مبدأ التدرج حسب الوضعية الوبائية بكل منطقة؛ 
  • فتح أقسام محاربة الأمية بتنسيق تام مع السلطات المحلية، وذلك بعد موافقة لجنة مشتركة تضم السلطة المحلية والوكالة على الأقسام المخصصة للتكوين؛
  •  اعتماد مبدأ التفويج في احترام تام وصارم لجميع التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة وشروط السلامة الصحية، على أن يتم احترام مسافة التباعد الجسدي المحددة في متر على الأقل بين كل مستفيد وآخر، وألا يتجاوز عدد الحضور 20 شخصا؛
  • صرف الشطر الثاني (30%) من الدعم لفائدة هيئات المجتمع المدني الشريكة بعد إنجاز نسبة 50% من البرنامج حضوريا وبعد توقيعها على ملحق للاتفاقية؛
  • ضرورة استكمال المكونين 300 ساعة من الدروس المبرمجة برسم الموسم القرائي       2019-2020 حضوريا وإنجاز المستفيدين 200 ساعة من الدروس حضوريا؛  
  • اعتماد بروتوكول احترازي يوضح اختصاصات كل متدخل؛
  • الاستئناس بالدروس التعليمية المصورة والمحتويات الرقمية التي تم توفيرها من طرف الوكالة باعتماد دليل في هذا الشأن؛
  • ينتهي البرنامج بعد استكمال هيئات المجتمع المدني الشريكة عدد الساعات المتبقية من الغلاف الزمني؛ 
  • تنجز فروض المراقبة المستمرة حضوريا على مستوى الأفواج، وكذلك بالنسبة للتقويم النهائي، بشكل يراعي شروط السلامة الصحية والتباعد الجسدي؛
  • في حالة تحسن الوضعية الوبائية يتم استكمال الموسم القرائي 2019-2020 بشكل عادي.

بخصوص افتتاح الموسم القرائي 2020-2021، قرر المجلس ما يلي:

  • نشر الإعلانات عن طلبات اقتراح مشاريع برامج محاربة الأمية برسم الموسم القرائي 2020-2021 ابتداء من منتصف شهر شتنبر 2020؛
  • اعتماد الوكالة لآلية مكتب الضبط الرقمي من أجل إيداع ملفات ترشيح هيئات المجتمع المدني برسم الإعلانات عن طلبات اقتراح المشاريع للموسم القرائي 2020-2021؛
  • انطلاق دروس برامج محاربة الأمية المبرمجة برسم الموسم القرائي 2020-2021 بشراكة بين هيئات المجتمع المدني والوكالة ابتداء من شهر يناير2021؛
  • فتح أقسام محاربة الأمية باعتماد مبدأ التدرج حسب الوضعية الوبائية بكل منطقة وبتنسيق تام مع السلطات المحلية؛
  • اعتماد بروتوكول احترازي يوضح اختصاصات كل متدخل؛
  • الاستئناس بالدروس التعليمية المصورة والمحتويات الرقمية التي تم توفيرها من طرف الوكالة باعتماد دليل في هذا الشأن؛
  • اعتماد مبدأ التفويج وفقا للوضعية الوبائية مع ضرورة استكمال المكونين 300 ساعة من الدروس حضوريا وإنجاز المستفيدين 200 ساعة على الأقل من الدروس حضوريا؛ 
  • في حالة تحسن الوضعية الوبائية يتم استكمال الموسم القرائي 2020-2021 بشكل عادي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه


السيدات والسادة الــــوزراء؛
السيدات والسادة أعضاء مجلس إدارة الوكالة؛

حضرات السيدات والسادة؛
يشرفني أن أترأس اليوم اجتماع الدورة السادسة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، الذي يصادف تخليد اليوم العالمي لمحاربة الأمية في سياق استثنائي هذه السنة بسبب جائحة كوفيد 19 وتداعياتها على معظم بلدان العالم؛ وكان من بين آثارها في المغرب تعليق دروس محاربة الأمية بجميع المراكز منذ يوم الاثنين 16 مارس 2020 كخيار وقائي للحفاظ على سلامة وصحة المستفيدين والمكونين ومختلف المتدخلين، كما هو الحال بالنسبة لجميع مؤسسات التربية والتكوين. 
حضرات السيدات والسادة؛
نعقد هذا الاجتماع بعد مرور ثلاث سنوات على مصادقة مجلسنا الموقر على خارطة الطريق 2017-2021، التي تتمحور حول تعزيز التنسيق وتقوية تعبئة جميع الفاعلين من أجل تسريع وتيرة الإنجازات الكمية والنوعية في برامج محاربة الأمية في أفق تقليص المعدل العام للأمية إلى20 % سنة 2021 ثم إلى 10% سنة 2026. 
ولهذه الغاية، عملت الوكالة بالتنسيق مع مختلف الشركاء على المستوى الوطني وبتشارك مع الشركاء الدوليين على تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المدرجة في خارطة الطريق سواء على مستوى الحكامة وملاءمة العرض والطلب وتحسين جودة التعلمات.
ولا بأس هنا من الإشارة إلى بعض إنجازات الوكالة في هذا المجال، حيث فاق عدد المشاركين في مجموع برامج محاربة الأمية (محاربة الأمية، وبرامج ما بعد محاربة الأمية ومحو الأمية الوظيفية) في الموسم القرائي 2019-2020    1مليون و200 ألف مشارك(ة) مقابل أكثر من 1 مليون و130ألف مستفيد(ة) برسم الموسم القرائي 2018-2019، أي بزيادة تقدر ب 5,9%.
 ولأول مرة تجاوز عدد المسجلين في محو الأمية عتبة 1 مليون مشترك ليبلغ 1 مليون و22 ألف مسجل(ة) مقابل 935 ألف مستفيد(ة) برسم موسم 2018-2019، أي بزيادة تقدر ب 9,3%. 

كما أن الوكالة انخرطت في ورش التكوين عن بعد سعيا منها إلى توسيع قاعدة المستفيدين وتمكينهم من الولوج إلى دروس محاربة الأمية عبر مختلف الوسائط الإلكترونية؛ ولا يفوتني هنا أن أنوه بتَطبيقَي "ألفا نور" و "ألفا تأهيل"، لاسيما أنه من شأن كل تطبيق في هذا المجال أن يمكن من توسيع دائرة المستفيدين من برامج محو الأمية. وبهذه المناسبة أدعو الجميع إلى الاستفادة من فرص التعلم المتاحة عبر هذه التطبيقات.

كما أدعو الوكالة إلى الإسراع بإخراج التطبيقات المعلوماتية التي هي في طور الإعداد، وأخص بالذكر التطبيق الخاص بالبحارة، يتم تطويره بتنسيق وتعاون مع قطاع الصيد البحري، وتطبيق معلوماتي لفائدة الفلاحين في إطار عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة في دوائر الري بالغرب والحوز، يتم تطويره بدعم وتنسيق مع وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب MCA-Morocco.
كما اعتمدت الوكالة آلية التكوين عن بعد إلى جانب التكوين الحضوري لضمان حق المواطنين الذين أبدوا رغبتهم في التعلم، وذلك عبر تعزيز الرقمنة لتحسين جودة التعلمات وإعداد وتسجيل محتويات رقمية انطلاقا من دروس برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية والتربية المالية، وإعداد برنامج تلفزي لدروس محو الأمية بتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) تحت عنوان " أجي نتعلموا "، يتم بثه كل يوم على القناة الثقافية الرابعة.

حضرات السيدات والسادة؛
لن يفوتني في هذا الاجتماع أن أنوه بالمساهمة النوعية للجنة الاستراتيجية والاستثمار المنبثقة عن مجلس إدارة الوكالة، والتي يرأسها الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي، فيما يخص انتظام دوراتها وجودة توصياتها. وقد كان من بين هذه التوصيات إطلاق دراسة ميدانية لاستطلاع آراء الجمعيات فيما يتعلق بالتدابير المقترحة لإنهاء الموسم القرائي الحالي وإطلاق الموسم القرائي القادم وفق مقاربة علمية وتشاركية، وهو ما تم فعلا وأسفر عن توصيات ستعرض في هذا الاجتماع، وذلك لضمان الاستمرارية الأندراغوجية في ظل إكراهات الوضعية الوبائية التي تعيشها بلادنا.

حضرات السيدات والسادة؛
لقد كان لجائحة كورونا تأثير مباشر على برامج محاربة الأمية بعد قرار تعليق الدروس، إذ تم توقيف البرنامج السنوي قبل نهايته مع عدم القدرة على إجراء الامتحانات النهائية في الوقت المعتاد. وأخذا بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية التي باتت واقعا ينبغي التعايش معه، فنحن مطالبون جميعا ببذل جهود إضافية من أجل بلوغ الهدف المنشود ألا وهو تقليص نسبة الأمية في أفق القضاء عليها ببلادنا. 
ولهذا الغرض، فإنني أدعو جميع الشركاء إلى مساندة الوكالة في رفع تحدي إنهاء الموسم القرائي 2019-2020 وتدبير عملية إطلاق الموسم القرائي المقبل 2020-2021، والاجتهاد لاقتراح أفضل الصيغ الممكنة من أجل ضمان استمرارية التعلم والتكوين مع حماية المستفيدين والمكونين ومختلف المتدخلين من أخطار الإصابة بالفيروس. 


وفي الختام، أتوجه إليكم وإلى كافة الفاعلين الذين ساهموا في تحقيق النتائج المشجعة بالشكر والعرفان، داعيا الجميع إلى المزيد من العطاء من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في خارطة الطريق. وذلك في أفق القضاء على الأمية التي تشكل آفة حقيقية لا تليق بطموحاتنا ولا بمكانة بلادنا.

وفقنا الله جميعا لما فيه مصلحة البلاد، وكلل أعمالنا بالتوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

النشرة الإخبارية