الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة إلى جمهورية كوريا (بلاغ)
بدعوة من الوزير الأول لجمهورية كوريا، لي ناك يون، قام رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، بزيارة رسمية لجمهورية كوريا يومي 21 و 22 ماي 2018
ولقد رافق رئيس الحكومة وفد هام، يضم على الخصوص وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، وكاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، المكلف بالاستثمار، عثمان فردوس.
وتعد هذه الزيارة، الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس حكومة المغرب إلى جمهورية كوريا، كما شكلت فرصة للجانبين للإشادة بمستوى علاقات الصداقة والتعاون الجيد بين المملكة المغربية والجمهورية الكورية، علاقات جمعت البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية عام 1962.
كما شكلت الزيارة مناسبة لدراسة إمكانية إعطاء دفعة جديدة لتقوية التعاون الثنائي، وتوطيده باستحضار خلاصات الاجتماع الأخير رفيع المستوى الذي عقد بمناسبة الزيارة الرسمية للوزير الأول لجمهورية كوريا، تشونغ هونغ-وون، إلى المغرب في نوفمبر 2014.
ولقد أشاد الوزير الأول الكوري بالنموذج المغربي، حيث وصفه بالمستقر، وبالسائر في طريق النمو، رغم عدم توفره على موارد طبيعية وافرة. كما نوه الوزير الأول بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس في تحقيق هذا النموذج المغربي، وفي جعل المملكة مساهمة في تحقيق الأمن والتنمية في محيطها الإقليمي والقاري، من أجل ضمان تقدم المملكة المغربية، وإشعاعها في محيطها عامة، وفي القارة الإفريقية خاصة.
القمة بين الكوريتين بتاريخ 27 أبريل 2018 في بانمونجوم
رحبت المملكة المغربية بنجاح القمة التي عقدت بين الكوريتين بتاريخ 27 أبريل 2018 في بانمونجوم، والتي توجت بالتوقيع بين رئيس جمهورية كوريا، جاي إن مون ورئيس لجنة شؤون الدولة بجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، كيم جونغ أون، وبإعلان بانمونجوم للسلام والازدهار والوحدة في شبه الجزيرة الكورية.
وانسجاما مع مرتكزات سياساتها الخارجية، شجعت المملكة المغربية مجهودات البحث عن حل سياسي متفاوض بشأنه لإيجاد حل للنزاعات السياسية والإقليمية وفقا للشرعية الدولية.
الصحراء المغربية
جددت جمهورية كوريا دعمها لجهود هيأة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء. ولهذه الغاية، اعترفت كوريا بجهود المغرب لإيجاد حل للنزاع حول الصحراء المغربية.
كما رحبت جمهورية كوريا بعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، وبإمكانية انضمامه للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس).
كما اعتبر الجانب الكوري أن عودة المغرب هاته، خاصة بالنظر إلى السياسة الإفريقية التي يعتمدها المغرب في ظل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل خطوة أساسية لضمان الاندماج والاستقرار والتنمية في إفريقيا.
العمل الدبلوماسي
اتفق الجانبان على تعميق الحوار، واعتماد آليات الشراكة وإرساء مشاورات سياسية منتظمة. وفي هذا السياق، سيواصل البلدان تنسيقهما على مستوى هيأة الأمم المتحدة وعلى صعيد مختلف المحافل الدولية الأخرى.
وفي هذا الصدد، سيناقش وزراء شؤون خارجية البلدين، في إطار مشاوراتهما الدائمة، سبل تعميق المبادلات بين المؤسسات المعنية.
آفاق التعاون الثنائي متعدد الأبعاد
رحب الجانبان بالزيارة المرتقبة للوزير الأول لجمهورية كوريا، لي ناك يون، إلى الرباط، المقررة في المنتصف الثاني من عام 2018، بدعوة من رئيس الحكومة المغربية. كما رحبا أيضا ببرمجة الدورة السابعة للجنة المشتركة في سيول، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2018.
وتمهيدا للتعاون الشامل والمثمر، ومتعدد الأبعاد، عبّر الطرفان عن رغبتهما المشتركة في وضع الشراكة الثنائية تحت شعار الانفتاح والتميز، بهدف رفعه تدريجيا إلى مستوى الشراكة القوية.
وستمكن الاتفاقية، التي ستوقع فيما بعد مع "صندوق كوريا من أجل التنمية الاقتصادية"، البلدين من رفع حجم الاستثمارات الكورية بالمغرب والاستفادة بشكل أفضل من الفرص المتاحة للجانبين.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم ورشةلرجال الأعمال الكوريين حول فرص الاستثمار والمشاريع الكبرى في المغرب، خلال النصف الثاني من عام 2018.
وإدراكاً لدور السياحة في التقريب بين الشعوب، وأهميته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، اتفق الجانبان على عقد معرض في سيول نهاية عام 2018، لتقديم العرض السياحي المغربي، تليه عملية الترويج لرحلات سياحية من كوريا إلى المغرب.
كما اتفق البلدان على تعزيز الشراكات في التعليم عن بعد، والتعلم الإلكتروني وكذلك في مجال البحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا.
ويرحب البلدان بالافتتاح القادم لمركز "كوبيا" KOPIA (البرنامج الكوري من أجل الزراعة) في المعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط، من أجل تعزيز التكنولوجيا الزراعية ورفع نوعية وكمية الإنتاج الزراعي.
كما يتقاسم الجانبان نفس الرؤية من أجل رفع مستوى الشراكة والتعاون الثنائي، من خلال زيادة مشاركة وكالة التعاون الدولي الكوريةKOIKA، في المساعدات الفنية والمالية الثنائية، وكذلك التعاون التقني الموجه نحو تدريب وتطوير القطاعات الإنتاجية.
كما قرر الجانبان تطوير التعاون في المجالات ذات الأولوية التالية:
1- القدرة التنافسية الاقتصادية والاقتصاد الرقمي.
2- الابتكار كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية؛
3- اللامركزية والجهوية
4- التعليم والتعاون الجامعي والأكاديمي.
التعاون الثلاثي
وأبرز الجانبان طموحهما في بناء اقتصادين، مغربي وكوري، تنافسيين ومبدعين، ينخرطان في علاقات متوازنة، ويتعاونان بشكل طموح تجاه إفريقيا.
وإدراكا منهما بإمكانيات التعاون الثلاثي، وتكامل سياساتهما الإفريقية، وتقديرا للدور الرائد للمملكة المغربية في إفريقيا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، وافق المغرب وكوريا على زيادة حجم ومجالات التعاون مع البلدان الإفريقية الشريكة.
وأخيراً، رحّب الطرفان بأجواء الود والصداقة التي ميزت هذه الزيارة الرسمية، بالإضافة إلى آفاق التعاون الواعدة بين البلدين الصديقين.