المملكة المغربية وفدرالية روسيا توقعان على 11 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات

400250_dejeunermedvedev_1.jpg

كما تميزت هذه الزيارة بعقد جلسة عمل موسعة ترأسها كل من السيد سعد الدين العثماني والسيد دميتري ميدفيديف بحضور عدد من أعضاء الحكومتين المغربية والروسية ومسؤولين من البلدين، تم في نهايتها  التوقيع على 11 اتفاقا للتعاون تهم مجالات التعاون الجمركي والفلاحي والعسكري والدبلوماسي والإداري والتجاري والثقافي والنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والاستعمال السلمي للطاقة النووية.

وتعد هذه الاتفاقيات استكمالا للاتفاقيات ال16 المبرمة خلال زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، لموسكو سنة 2016،  حيث تتعلق الاتفاقية الأولى ببروتوكول بين إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ودائرة الجمارك الاتحادية الروسية بشأن تبادل المعلومات قبل الوصول والمتعلقة بالبضائع والمركبات المتنقلة بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية، وقعه عن الجانب المغربي السيدان محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعن الجانب الروسي السيد فلاديمير بولافين رئيس دائرة الجمارك الاتحادية.


[[img|400250_dejeunermedvedev_1.jpg]]

أما الاتفاقية الثانية، التي وقعها السيدان عزيز أخنوش وألكسندر تكاتشيف وزير الفلاحة الروسي، فتشمل مذكرة تفاهم بشأن التعاون في الميدان الفلاحي بين البلدين.
كما تم إبرام اتفاق بين حكومة المملكة المغربية وحكومة روسيا الاتحادية بشأن الحماية المتبادلة لنتائج النشاط الفكري وحماية الملكية الفكرية في إطار التعاون الثنائي في الميدان العسكري-التقني، وقعها كل من السيدان عبد اللطيف لوديي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني وكريكوري إفنيف رئيس الهيئة الفيدرالية للملكية الفكرية.
وفي المجال الدبلوماسي، وقع السيدان ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي وميخائيل بوكدانوف نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي، مذكرة تفاهم بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي (المملكة المغربية) والأكاديمية الدبلوماسية لوزارة الشؤون الخارجية (روسيا الاتحادية). كما تم التوقيع على اتفاق بين حكومة المملكة المغربية وحكومة روسيا الاتحادية حول التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في المجال الجمركي، ومذكرة تفاهم بين مكتب الصرف ودائرة الجمارك الاتحادية بشأن تبادل الإحصائيات المتعلقة بالتجارة، وقعهما السيدان محمد بوسعيد وفلاديمير بولافين.
وفي مجال الطاقة، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة ووزارة الطاقة لروسيا الاتحادية في ميدان النجاعة الطاقية وقعها السيدان عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة وألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي.
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة والوكالة المغربية للطاقة المستدامة ووزارة الطاقة الروسية في ميدان الطاقات المتجددة وقعها السادة عزيز رباح ومصطفى باكوري رئيس الوكالة المغربية للطاقة المستدامة وألكسندر نوفاك.
وتم كذلك التوقيع على برنامج تعاون بين وزارة الثقافة والاتصال ووزارة الثقافة لروسيا الاتحادية لسنوات 2019-2017 من قبل السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال والسيدة ألا مانيلوفا نائبة وزير الثقافة الروسي.
ويتعلق الأمر أيضا بمذكرة تفاهم بين كتابة الدولة المكلفة بالتكوين المهني للمملكة المغربية ووزارة التعليم والعلوم الروسية بشأن التعاون في ميدان التعليم المهني الثانوي وقعها كل من السيد العربي بنشيخ كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني والسيدة لودميلا أوغورودوفا نائبة وزير التعليم والعلوم . كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية بالمغرب وشبكة روساتوم الدولية بشأن التعاون للاستعمال السلمي للطاقة النووية، وقعها كل من المدير العام للمركز السيد خالد مديوري ومدير مكتب الشرق الأوسط لشبكة روساتوم السيد ألكسندر فورونكوف.
وفي كلمته خلال هذه الجلسة، أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني أن زيارة السيد ميدفيديف للمملكة تشهد على علاقات الصداقة المتميزة بالاحترام والتقدير المتبادلين التي تجمع البلدين، وتندرج ضمن خيار واضح لآفاق التعاون الذي دشنته الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو في مارس 2016، والشراكة الإستراتيجية العميقة التي نتجت عنها، مضيفا أن هذه الشراكة رسمت الطريق نحو تعاون متين ومثمر وإيجابي للطرفين في إطار من التضامن والتفاهم المرتكز أساسا على الاحترام المتبادل والمحافظة على السلامة الإقليمية للبلدين.

[[img|400250_teteatetemedvedev.jpg]]


وأشار السيد العثماني إلى أن البلدين تمكنا من إعطاء نفس لهذه الشراكة من خلال تعميق الحوار السياسي وتنويع التعاون الاقتصادي، على اعتبار أن محطات التعاون الثنائي تبين بوضوح التقدم الحاصل في الشراكة بين البلدين سواء بالنظر إلى غنى المحتوى، أو إلى طبيعة الالتزامات الواعدة.
كما جدد السيد رئيس الحكومة التزام المغرب الاستراتيجي والثابت لفائدة القارة الإفريقية، واستعداده التام لإقامة شراكة استراتيجية ثلاثية وموسعة تضم روسيا الفيدرالية وإفريقيا وتشمل القطاعين العام والخاص، من أجل إنجاز مشاريع هامة في صالح الأطراف الثلاثة.
وأوضح السيد رئيس الحكومة في هذا السياق، أن التزام المغرب لصالح إفريقيا مكنه من تطوير خبرة عميقة ومعتبرة في مختلف القطاعات ذات الارتباط بالجانب الاقتصادي، وجعل منه مركزا للشراكة القارية.
وأبرز السيد العثماني أهمية انعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة بين المغرب وروسيا في موسكو يومي 12 و13 يوليوز 2017، باعتباره حدثا يشهد على إرادة البلدين من أجل الاستفادة أكثر من الشراكة الثنائية التي تحدد بدقة القطاعات ذات المصالح المشتركة، وتمكن من فتح شراكة مع عدة فاعلين في قطاعات مختلفة.
وأضاف السيد العثماني أن علاقات بين البلدين توسعت لتشمل عددا من القطاعات الإستراتيجية مثل البحث العلمي وامتلاك التكنولوجيا الحديثة المتطورة، مشيرا إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى روسيا أعطت نفسا جديدا للعلاقات المغربية الروسية، خصوصا في مجالات الصيد البحري والبحث العلمي والتقني، وسلطت الضوء على إرادة البلدين في الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة للرقي بالتعاون في مجالات الفلاحة والصناعة.
وفي سياق تأكيده على متانة العلاقة بين البلدين، عبر رئيس الحكومة عن أحر تشكرات المملكة المغربية للفيدرالية الروسية على موقفها الثابت الداعم للقرار الأممي من أجل حل سياسي وتوافقي يرتكز على ضرورة حفظ السلام والاستقرار في المنطقة.
وفيما يتصل بالمبادلات التجارية، سجل رئيس الحكومة الارتفاع المهم في حجم المبادلات بين البلدين الذي انتقل من حوالي 200 مليون دولار سنة 2001، إلى 2.5 مليار دولار سنة 2015، مذكرا بانطلاق مرحلة جديدة سنة 2013 بعد التوقيع على اتفاق التعاون الخاص بقطاع الصيد البحري. وأشار إلى أن روسيا احتلت الرتبة التاسعة كممون للمملكة المغربية، والرتبة 22 كزبون لها سنة 2016، مشددا على ضرورة العمل لتحقيق مزيد من التوازن في العلاقات التجارية بين البلدين وتطويرها.
ومن جهته، أبرز الوزير الأول الروسي، السيد ديميتري ميدفيديف، الاهتمام الذي توليه بلاده لتعميق الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية.
وأعرب السيد ميدفيديف، عن ارتياحه لكون هذه الشراكة الاستراتيجية، التي تعززت منذ الزيارة الأولى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لروسيا سنة 2002 ، تتطور على أسس ثابتة ومتينة.
وأشار الوزير الأول الروسي في هذا السياق، إلى نمو المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا، أن المغرب يظل شريكا استراتيجيا بالنسبة لفيدرالية روسيا في العالم العربي، والمنطقة المغاربية وإفريقيا.
وعقب الجلسة العامة، عقد السيد رئيس الحكومة ونظيره الروسي لقاءا صحفيا مشتركا،  أكدا خلاله على الآفاق الواسعة والواعدة لتطوير علاقات التعاون بين البلدين.
وأبرز السيد رئيس الحكومة بهذه المناسبة،  الأهمية الاقتصادية والسياسية لزيارة السيد ديمتري ميدفيديف للمغرب في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي تم توقيعها بين البلدين خلال الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى روسيا سنة 2016.
وسجل السيد سعد الدين العثماني أن البلدين يوليان أهمية بالغة لتطوير العلاقات في القطاعات ذات الأولوية المرتبطة بمجالات الطاقة والصناعة والفلاحة، مشيرا إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل الرفع من المبادلات التجارية.
وقال إن الجانب الروسي عبر عن رغبته في الرفع من وارداته الفلاحية من المغرب، مشيرا إلى أن روسيا تستورد ثلث حاجياتها من البواكر والحوامض من المملكة. وأضاف السيد رئيس الحكومة أن الجانبين المغربي والروسي تبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الدولية والاقليمية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التزام المغرب تجاه القارة الإفريقية، مسجلا في هذا الصدد أن الطرفين تدارسا سبل إقامة شراكة لتعزيز حضورهما بإفريقيا.
وعبر السيد العثماني عن اهتمام المغرب بتعزيز الشراكة مع الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي في إطار سعيه لتعزيز تموقعه الدولي وتحقيق توازن في علاقاته الخارجية، مؤكدا على أن تقوية التعاون مع هذا التكتل سيفتح أمام المغرب سوقا بأكثر من 200 مليون مستهلك.

[[img|cap111017.jpg]]

 

من جانبه، أشار الوزير الأول الروسي إلى أن آفاقا واسعة تنتظر الشراكة المغربية مع الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، خاصة بعد توقيع المغرب لمذكرة تفاهم مهدت الطريق لتأسيس أول مجموعة عمل بين الطرفين.
وأوضح أن الجانبين المغربي والروسي تدارسا سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة والتكنولوجيات الجديدة والفلاحة والتعليم والتكوين المهني والتعاون العسكري والأمني.
وأفاد أن قطاع الطاقة يشكل أحد أوجه التعاون المهمة بين البلدين، خاصة في مجال الغاز الطبيعي المسال، مضيفا أن بلاده مستعدة لتعزيز التعاون مع المغرب في مجال الطاقة النووية والطاقات المتجددة بالنظر إلى الظروف الطبيعية المواتية التي يزخر بها المغرب.
وفي المجال السياحي، سجل السيد دميتري ميدفيديف ارتفاع السياح الروس الوافدين على المغرب منذ إلغاء المغرب للتأشيرة عام 2005.
وكان السيد رئيس الحكومة قد استقبل صباح يوم الاٍربعاء 11 أكتوبر بمقر رئاسة الحكومة نظيره الروسي السيد دميتري ميدفديف، حيث أجرى الجانبان مباحثات تناولت مختلف أوجه العلاقات الثنائية.

النشرة الإخبارية