رئيس الحكومة: الانقطاع الدراسي آفة ولابد من تعليم بمضامين فعالة ومفيدة
حذّر رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، من آفة الانقطاع الدراسي، وألح على ضرورة حماية الأطفال منها بجعل المنظومة التربوية في صلب الاهتمام، وبذل الجهود لتوفير الإمكانات الداعمة لضمان حق الناشئة في تعليم جيد بمضامين فعالة ومفيدة.
وأكد رئيس الحكومة خلال افتتاحه يوم الأربعاء 9 دجنبر 2020، الندوة العلمية الدولية ال11 التي نظمتها عن بعد الجمعية المغربية لجودة التعليم "أماكن" أن التعليم هو السبيل الرئيس لتنمية المجتمعات الإنسانية، والطريقة المثلى لتغيير الحياة نحو الأفضل، مبرزا جهود بلادنا لضمان تمدرس الأطفال والتخفيف من حدة الهدر المدرسي.
وأوضح رئيس الحكومة، أن العالم اليوم، يراهن على التربية والتعليم للتصدي للتحديات الكبرى التي أصبحت تهدد المجتمعات الإنسانية، وتمس بالخصوص قدرتها على التماسك والاندماج، مما يلقي بمزيد من المسؤولية على كاهل الدول والمنظمات الدولية، والفاعلين والخبراء ويدفعهم لتكثيف التعاون وتعبئة كل الموارد المالية والبيداغوجية لضمان حق التمدرس للجميع.
كما نوّه رئيس الحكومة بأهمية الدراسة العلمية والمقارنة لموضوع "مغادرة المدرسة مبكرا: الأسباب والعواقب والسياسات الوقائية"، من أجل إيجاد الحلول الممكنة لتقليص ظاهرة مغادرة المدرسة عالميا، ولا سيما في مثل هذه الظروف التي يعرفها العالم بسبب انتشار وباء كوفيد 19، وتداعياته السلبية على نتائج التعلم، وعلى النمو الاجتماعي والسلوكي للأطفال والشباب ذكورا وإناثا.
وقد استعرض رئيس الحكومة تجربة المغرب في مجال إصلاح منظومة التربية والتكوين، وضمان تعليم جيد ومنصف وميسر الولوج للجميع، والحيلولة دون مغادرة المتعلمين المقاعد الدراسية قبل إتمام مرحلة التعليم الالزامي، حسب ما نصت عليه الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 2015 – 2030.
ولتحقيق هذه الأهداف، أشار رئيس الحكومة إلى إطلاق سلسلة من المشاريع المهيكلة ومنها ورش تعميم التعليم الأولي، وتعزيز وتطوير منظومة التكوين المهني، ودعم برامج التعلم الاستدراكي عبر مدارس الفرصة الثانية وبرامج التعلم مدى الحياة.
كما أطلق المغرب برامج التربية الدامجة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعمل على إرساء وتطوير منظومة متكاملة للدعم الاجتماعي لفائدة الفئات الهشة والفقيرة، وعلى الرفع من عدد المستفيدين من برنامج "تيسير" ومن النقل المدرسي ومن المبادرة الوطنية "مليون محفظة".
وفي السياق نفسه، تطرق رئيس الحكومة لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة لسنة 2020 بشأن "التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، الذي كشف أنه في نهاية 2019 لا يزال ملايين الأطفال والشباب خارج المدرسة ونبّه في نفس الوقت إلى التأثير السلبي للفجوة الرقمية على حصول الأطفال والشباب على التعليم على قدم المساواة.