رئيس الحكومة: الهندسة المعمارية تساهم في بناء مجتمع وليس فقط مجرد بنايات
واعتبر رئيس الحكومة، في كلمة ألقاها يوم الأحد 14 يناير 2018 خلال حضوره أشغال اليوم الوطني للمهندسين المعماريين المنظم من قبل الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، والذي تزامن مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة إلى جهة فاس مكناس، أن إحداث هذه الجائرة ستمكن من تثمين جهود عدد من المهندسات والمهندسين المعماريين الذين يشتغلون في هذا المجال، والذين يراعون مصلحة المواطنات والمواطنين، من خلال توفير جو إيجابي للعيش في أمان وسلام وأمن واستقرار.
كما أعرب رئيس الحكومة عن استعداده لاستقبال وفد عن الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، بحضور السيدة كاتبة الدولة لدى وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، المكلفة بالإسكان، ابتداء من الأسبوع المقبل، قصد تدارس مختلف القضايا التي أثيرت في اللقاء الوطني، والتي أشارت إلى معاناة مهنة الهندسة المعمارية من أزمة.
وفي السياق نفسه، شدد رئيس الحكومة على أن الاهتمام بفئة المهندسين المعماريين انطلق منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني مع الخطاب الملكي سنة 1986، "ثم جاءت الرسالة الملكية سنة 2006 لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله لإعطاء دفعة قوية للهندسة المعمارية وللتأكيد على دورها في ترسيخ الهوية الوطنية" يضيف رئيس الحكومة.
واستحضارا منه لضرورة إيلاء الاهتمام بكل الأبعاد التي تتضمنها الهندسة المعمارية، وتفاعلا مع ما ذكر خلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس الحكومة على ضرورة الاشتغال بشكل جماعي لإيجاد الحلول التي لا يمكن لطرف واحد أن يتوصل إليها، قائلا: "لابد من حلول في إطار شراكة من قبل الجميع، وليس فقط من قبل الحكومة أو الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، بل أيضا الجماعات الترابية والسلطات الإقليمية والولائية والمحلية والمركزية وجميع المتدخلين الآخرين الذين لهم علاقة بالمهنة وبمجال الهندسة المعمارية، وإن شاء الله سيكون لدينا موعد قريب".
وأشاد رئيس الحكومة بدور جميع المؤسسات والهيآت الشريكة، سواء المدنية منها أو المهنية أو الحكومية، التي تتعاون للوصول إلى هدف واحد يتمثل في الرفع من شأن المغرب، لكي تبقى رايته مرفوعة وشأنه مرفوعا بين الأمم.
إلى ذلك، نوه رئيس الحكومة باختيار منظمي اليوم الوطني لشعار "الهندسة المعمارية في خدمة المواطن"، لأنه لا يقتصر فقط على مجرد الاهتمام بالمهندس كشخص، أو باليوم الوطني للمهندس المعماري، "بل يتعداه ليهتم بالهندسة المعمارية كمقاربة وكتصور، وكخدمة للوطن وللمواطنين وللثقافة والحضارة والتراث والماضي والحاضر والمستقبل. إذن تجاوزنا منطق المهندس، إلى منطق الهندسة، حيث المهندس فاعل أساسي وفاعل من بين فاعلين متعددين، وجعلنا المواطن في عمق هذه الفعالية والحركية" يضيف الدكتور العثماني الذي شدد على أهمية الجمع بين الهوية والثقافة والمواطنة في كافة الأعمال المعمارية ، لأن الهندسة المعمارية هي في الحقيقة تساهم في "بناء مجتمع وليس فقط مجرد بنايات، أي بناء مجتمع بما يستلزمه من ثقافة ومن هوية وحضارة ومن استقرار نفسي".