تقرير عن أشغال اجتماع مجلس الحكومة ليوم الثلاثاء 17 أكتوبر2017

400250_171017Conseilgov.jpg

انعقد يوم الثلاثاء 26 من محرم 1439 الموافق لـ 17 أكتوبر2017 ، اجتماع لمجلس الحكومة، تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة، خصص لمدارسة والمصادقة على مشروع قانون المالية للسنة المالية 2018 وعلى مجموعة من النصوص القانونية والتنظيمية.

في بداية اجتماع المجلس الحكومي الذي خصص لعرض ومناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2018، تقدم السيد رئيس الحكومة بشكر جميع القطاعات التي شاركت في إعداده وكذا جميع الأطر والكفاءات والفعاليات بجميع الوزارات التي ساهمت فيه.
واعتبر السيد رئيس الحكومة مشروع قانون المالية مناسبة لتقييم ما تم إنجازه  والسعي لأجرأة توجهات البرنامج الحكومي ومناسبة أيضا للنقاش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث ذكر بالخطاب الأخير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في افتتاح السنة التشريعية والذي ركز على ضرورة الانكباب على مراجعة النموذج التنموي لبلادنا ليكون منتجا أكثر للثروة ولمناصب الشغل وأيضا محققا للعدالة الاجتماعية.
وأكد السيد رئيس الحكومة أن هذه الأخيرة ستحرص قريبا على مراجعة النموذج التنموي طبقا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأعلن عن قرب تشكيل لجنة بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية لإبداء الآراء وصياغة الأفكار حول مراجعة النموذج التنموي المغربي. كما أبرز بأن الحكومة ستتدارس التوجيهات الواردة في الخطاب الملكي باهتمام وتفصيل في اجتماعها الأسبوعي ليوم الخميس المقبل، مذكرا بخمسة محاور أساسية للخطاب الملكي وهي: الحكامة الجيدة والجهوية، والشباب وقضاياهم، والنموذج التنموي، والعدالة المجالية والعدالة بين الفئات. ودعا إلى اعتماد هذه المحاور في بلورة الاقتراحات المناسبة لتجاوز الاختلالات التي يعاني منها المغرب في تدبير الشأن العام لأسباب متعددة منها تقادم النموذج التنموي الذي اعتمده المغرب في المرحلة الماضية.
 

عرض مشروع قانون المالية:

بعد ذلك تقدم السيد وزر الاقتصاد والمالية بعرض مشروع قانون المالية رقم 68.17 للسنة المالية 2018، حيث خضع لمناقشة مستفيضة وتمت المصادقة عليه.
وقد توقف السيد الوزير عند السياق العالمي المؤطر لمشروع قانون المالية 2018 حيث عرف نمو الاقتصاد العالمي تحسنا وبلغ 3.7 في المائة، وحصول انتعاش في منطقة الأورو التي بلغت 3.9 في المائة، لكن مع تسجيل وجود مخاطر في المحيط العالمي بفعل عدد من المؤشرات منها ما يتعلق بالافتراضات المالية الموجودة في الاسواق الصاعدة والتوترات الجيوسياسية، وكذا التحول إلى سياسات انغلاقية لدى بعض الدول الكبرى.
كما توقف السيد الوزير عند السياق الوطني لهذا المشروع حيث أبرز وجود ثلاث مؤشرات دالة وهي: أولا، تحسن في نسبة النمو التي بلغت 4.6 في المائة سنة 2017   وتحسن في القيمة المضافة للقطاعات الفلاحية بارتفاع 16.1 في المائة بالمقارنة مع سنة 2016، ثم أيضا تحسن في نمو القطاعات غير الفلاحية بنسبة 3.2 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية.
بعد ذلك، توقف السيد الوزير عند التوجهات الكبرى لمشروع قانون المالية المصادق عليها في المجلس الوزاري الأخير، والتي تقوم على أربعة عناصر أسياسية : التوجه الأول يتمثل في دعم القطاعات الاجتماعية (الصحة والتعليم والتشغيل ومحاربة الفوارق المجالية، مع إبلاء عناية خاصة للعالم القروي. التوجه الثاني يتمثل في دعم التصنيع ومواصلة مجهود دعم الاستثمار العمومي ودعم الاستثمار الخاص والمقاولات الصغرى والمتوسطة، ثم ثالثا دعم ومواصلة سياسة تنزيل الجهوية المتقدمة ومواصلة إصلاح نظام الحكامة وإصلاح الإدارة، ثم رابعا تسريع مسار الإصلاحات.
وعمل مشروع قانون المالية لسنة 2018 على ترجمة  التوجهات الأربع وأجرءتها، حيث اعتبر السيد الوزير أننا إزاء مشروع قانون مالي ذي طابع اجتماعي واضح وملموس، وذلك من خلال الرفع غير المسبوق في المناصب المالية وفي الميزانية المخصصة للقطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة وشؤون اجتماعية، ثم ثانيا أن هذا المشروع يركز على أولوية التشغيل باعتبار أن الشغل الشاغل للشباب هو الحصول على عمل والاندماج في سوق الشغل. وبالتالي جاء هذا المشروع برزمة من الإجراءات الضريبية والتحفيزية للاستثمار الخاص وللمقاولة وخاصة المقاولة الصغيرة والمتوسطة، والتي ستستفيد من تخفيض الضغط الضريبي باعتبار أن هدف هذا المشروع هو تحريك الاقتصاد والقطع مع الانتظارية التي تسود في بعض أوساط القطاع الخاص، وبعث روح جديدة من الثقة .
وأبرز السيد الوزير أن بلادنا تنعم ولله الحمد بمرتكزات قوية، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وأن المطلوب هو النهوض لرفع وتيرة العمل واستغلال كل الفرص الاستثمارية ببلادنا، والإجابة على تطلعات وانتظارات الشعب المغربي، بموازاة ذلك تقوية المجهود الميزانياتي الموجه لدعم الجهوية ومواصلة الاصلاحات الكبرى في التعليم والعدل وتنزيل القانون التنظيمي للمالية.
ويرتكز مشروع القانون المالي لسنة 2018 على أربع فرضيات وهي:
-         معدل النمو 3.2 في المائة
-         معدل عجز في حدود 3 في المائة
-         معدل 380 دولارا للطن بالنسبة للغاز
-         محصول 70 مليون قنطار من الحبوب
وعلى مستوى المعطيات الرقمية يتوقع المشروع على مستوى المداخيل الجارية للميزانية العامة بلوغ 236.81  مليار درهم، بزيادة 10.25 مليار درهم . أما على مستوى النفقات الجارية للميزانية العامة يتوقع المشروع الوصول إلى  215.83  مليار درهم ضمنها 108.85 مليار درهم خاصة بالموظفين، مع نفقات مقاصة  ضمن هذه النفقات الجارية في حدود 13.72 مليار درهم. أما على مستوى الاستثمار العمومي فسيبلغ في السنة المقبلة  195 مليار درهم بزيادة 5 ملايير درهم بالمقارنة مع سنة 2017. وضمنها هناك استثمار الميزانية العامة الذي سيكون في حدود 68.28  مليار درهم بزيادة 4.66 مليار درهم .
كما توقف السيد الوزير عند المعطيات الرقمية المرتبطة بالتشغيل، حيث سيتجاوز عدد مناصب الشغل المحدثة حوالي 19 ألف منصب بالإضافة الى 20 ألف منصب شغل بالتعاقد على مستوى قطاع التعليم، مبرزا ان هذا القطاع سيبلغ عدد المشتغلين فيه في إطار التعاقد حوالي 55 ألف ما بين 2019-2018 ، بالإضافة إلى أن الاعتمادات العامة الموجهة إلى قطاع التعليم ستبلغ 59.2 مليار درهم بزيادة 5 ملايير درهم عن سنة 2017. ونفس الأمر على مستوى قطاع الصحة الذي سترتفع الاعتمادات المخصصة له إلى 14.79 مليار درهم مع تخصيص أزيد من 4 آلاف منصب شغل. ويضاف إلى ذلك البرنامج المرتبط بمحاربة الفوارق المجالية الموجه إلى العالم القروي حيث ستخصص كاعتمادات أداء 3.54 مليار درهم و4 ملايير درهم كاعتمادات الالتزام، وأبرز السيد الوزير أن نصف الميزانية لسنة 2018 ستوجه إلى القطاعات الاجتماعية.
وفي نفس السياق توقف السيد الوزير عند الإجراءات المخصصة لدعم الاستثمار الخاص والتحفيز على التشغيل حيث قدم عددا من الإجراءات الضريبية التحفيزية الموجهة للمقاولات منها: الإعمال لأول مرة بنظام الجدول  التصاعدي في مجال الضريبة على الشركات، عوض  جدول الأسعار النسبية المطبق حاليا، مما سيضخ إمكانات مالية معتبرة خاصة على مستوى المقاولات الصغرى والمتوسطة. بالإضافة إلى إجراءات ضريبية تهم  منشئات تحلية مياه البحر أو تربية الأحياء البحرية على مستوى الضريبة على القيمة المضافة، أو تعزيز وتكريس الحياد الجبائي للمنتوجات التشاركية، أو على مستوى تحسين منظومة التحفيز للتشغيل الشباب في حدود 10 ألاف درهم ليهم 10 أجراء عوض 5 أجراء حاليا، بحيث تتحمل الدولة لمدة سنتين التحملات الاجتماعية لهؤلاء الأجراء، فضلا عن الإعفاء من الضريبة على الدخل.
في نفس السياق وضمن الإجراءات الاجتماعية نص مشروع قانون المالية لسنة 2018 على توسيع قاعدة المستفيدين من صندوق التكافل العائلي لتشمل النساء الأمهات المهملات، وبقاء استفادة الأطفال في حالة وفاة الأم المهملة، وأيضا إجراءات تهم دعم حماية البيئة والتنمية المستدامة .
كما توقف السيد الوزير عند الإجراءات المرتبطة بالجهوية حيث ستقوم الحكومة برفع حصيلة الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل الموجه إلى الجهات من 3 في المائة إلى 4 في المائة، تضاف إليها اعتمادات الميزانية العامة ليصل مجموع الدعم الى 7 ملايير درهم.
فضلا عن إجراءات جبائية لرفع التحصيل وتهم إلغاء الغرامات والزيادات وصوائر التحصيل المتعلقة بالضرائب والواجبات والرسوم، بشرط أداء مبلغ الضريبة الأصلي قبل نهاية سنة 2018.

مشروع قانون
بعد ذلك صادق المجلس على مشروع قانون 17-69 يغير ويتمم القانون رقم 33.06 المتعلق بتسنيد الأصول كما تم تغييره وتتميممه. ويهم هذا المشروع عدد من المقتضيات الهادفة إلى تطوير هذا المجال.  

مشاريع مراسيم قوانين
كما صادق المجلس على ثلاث مشاريع مراسيم قوانين وهي كالآتي:
-        مشروع مرسوم 2.17.614 بتفويض السلطة إلى وزير الاقتصاد والمالية فيما يتعلق بالاقتراضات الداخلية واللجوء إلى كل أداة مالية أخرى؛
-        مشروع مرسوم 2.17.615 بتفويض السلطة إلى وزير الاقتصاد والمالية فيما يتعلق بالتمويلات الخارجية؛
-        مشروع مرسوم 2.17.616 بتفويض السلطة إلى وزير الاقتصاد والمالية لإبرام عقود اقتراضات قصد إرجاع الدين الخارجي المكلف واتفاقات لضمان مخاطر أسعار الفائدة والصرف.

النشرة الإخبارية