رئيس الحكومة: قررنا الحظر بالليل دون النهار، للحفاظ على الصحة دون توقيف الحركة الاقتصادية بالكامل
المحور : |
الحالة الوبائية بالمملكة: التطورات والتدابير الاحترازية والإجراءات المواكبة
|
---|---|
تاريخ الجلسة : | |
الدورة : |
أبريل 2021
|
كشف رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، أن الحكومة قررت اعتماد حظر التنقل في ليالي شهر رمضان المبارك حفاظا على صحة المواطنين وتفاديا لأي انتكاسة لا قدر الله في الوضعية الوبائية ببلادنا.
وأوضح رئيس الحكومة، في جلسة مشتركة بين مجلسي النواب والمستشارين في إطار الفصل 68 من الدستور حول موضوع "الحالة الوبائية بالمملكة: التطورات والتدابير الاحترازية والإجراءات المواكبة"، عُقِدت يوم الاثنين 12 أبريل 2021، أن الحكومة اختارت الخيار الوسط المتمثل في حظر التنقل ما بين الثامنة ليلا والسادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، مع الإبقاء على مختلف التدابير الاحترازية المعمول بها منذ ظهور الوباء ببلادنا، مبرزا أنه قرار جاء بعد تريث وتشاور كبير وواسع وإشراك للجهات المعنية، من سلطات صحية وأمنية وسلطات محلية، "تعمدنا اتخاذه والإعلان عنه قبل حوالي أسبوع من بداية شهر رمضان الأبرك، حتى يتخذ المواطنون والتجار والمقاولات ومقدمو الخدمات ما يلزم من الترتيبات".
وبعد أن عبّر عن وعيه بأنه قرار صعب على المواطنين، قال رئيس الحكومة "إننا واعون بأن للقرار كلفة اجتماعية ومجتمعية وإنسانية واقتصادية، وإن كان هناك من يستحسنه من الناحية الصحية، لكن الزمن وحده كفيل بتأكيد نجاعته، وذلك بعد تجاوز هذه الأزمة الوبائية بحول الله بأقل الخسائر في أرواح المواطنات والمواطنين وربح وقت ثمين للعودة إلى الحياة العادية.
وكغاية أولى من القرار، أشار رئيس الحكومة إلى الحفاظ على صحة المواطنين وتفادي أي انتكاسة، لا سيما مع الاحتمال المتنامي لازدياد حدة وخطورة المؤشرات الوبائية التي تشهدها بلادنا، التي وصفها بعض الخبراء ببداية موجة جديدة، وبإجماع الخبراء والمختصين، يضيف رئيس الحكومة، فإن "التحكم في انتشار الوباء يمر ضرورة عبر التقليل من الحركية ومن فرص الاجتماع، خصوصا بالأماكن المغلقة".
وعلاقة بالحفاظ على صحة المواطنين، قال رئيس الحكومة إن الهدف أيضا هو تفادي إشغال المنظومة الصحية مجددا وبشكل أساسي بمرضى كوفيد، وتخفيف الضغط على الأطقم الصحية والطبية، والتمكن من الاستمرار في التكفل بالمرضى الآخرين.
وكغاية ثانية، تطرق رئيس الحكومة إلى استشراف تحسن الوضعية الوبائية بالموازاة مع تقدم حملة التلقيح، "إننا نأمل أن تسهم الإجراءات المتخذة خلال رمضان المبارك في مزيد من التحكم في الوضعية الوبائية، علّنا نتمكن من تنظيم الامتحانات الإشهادية في ظروف صحية جيدة، وأن نستقبل الشهور المقبلة في وضع صحي أفضل".
وقد اتخذت الحكومة هذا القرار، يضيف الرئيس، باعتباره استمرارا للتدابير الاحترازية المعمول بها منذ شهور، من جهة، ومن جهة أخرى استحضارا لخصوصيات العادات الفردية والجماعية خلال رمضان، إذ تتميز لياليه على الخصوص، بحركية كبيرة وبكثرة التجمعات العائلية والاجتماعية، التي يتم عدد منها في أماكن مغلقة ولمدد طويلة، مع صعوبة احترام الاحترازات الفردية وشروط التباعد الجسدي فيها.
وقد استثنت الحكومة الفترة النهارية من حظر التنقل، واكتفت بإقرار الحظر في الفترة الليلية، يقول رئيس الحكومة، "حتى لا تتوقف الحياة الاقتصادية والمجتمعية بشكل كامل، وحتى يتسنى للمواطنين استئناف حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والدراسية والمهنية طول النهار، كما كانوا عليه منذ بضعة أشهر"، علما أن حظر التنقل في الليل، لا يدعي إلغاء الإصابات بالفيروس، بل يروم التقليل من التنقل والتجمعات وبالتالي من فرص احتمال انتقال العدوى، حتى لا تنضاف هذه الفرص إلى تلك المتاحة خلال النهار.