رئيس الحكومة: وصلنا مرحلة دقيقة في مواجهة كورونا ومحتاجون لإلتزام جماعي صارم
المحور : |
السياسات العمومية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرقمية في ضوء الدروس المستخلصة من تداعيات أزمة كورونا
|
---|---|
تاريخ الجلسة : | |
الدورة : |
دورة أبريل 2020
|
قال رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، إن بلادنا ما زالت تخوض معركة مستمرة ضد وباء فيروس كورونا، في ظل حالة الطوارئ الصحية التي قررت الحكومة تمديدها للمرة الرابعة إلى غاية 10 غشت 2020، وإن "المرحلة الحالية تبقى دقيقة تقتضي منا جميعا مواصلة الالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية اللازمة".
وأوضح رئيس الحكومة، في مداخلته بالجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة يوم الثلاثاء 21 يوليوز 2020 بمجلس المستشارين حول موضوع "السياسات العمومية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرقمية في ضوء الدروس المستخلصة من تداعيات أزمة كورونا"، أن بلادنا، كسائر بلدان العالم، تخوض معركة مفتوحة ومستمرة ضد فيروس كورونا، ورغم ما حققناه من تقدم على جميع المستويات، فهذا لا يعني أننا خرجنا من الأزمة، بل نحتاج اليوم لالتزام جماعي صارم".
وفي هذا الصدد، تأسف رئيس الحكومة على اعتقاد البعض بأن الفيروس انتهى، وهو ما ينعكس في عدم التزامهم بالقواعد الصحية الضرورية، مشيرا إلى أنه رغم التحكم في الحالة الوبائية، "فالجميع مطالب بالانضباط للقرارات والتدابير المعلن عنها رسميا والمرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، لضمان انتقال آمن وسلس لمرحلة ما بعد الحجر الصحي واستئناف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية".
وعلى المستوى الاقتصادي، وأمام ما تعرفه اقتصاديات العالم من صعوبات، أكد رئيس الحكومة أن بلادنا استخلصت الدروس من هذه الجائحة المحيرة، ملفتا الانتباه إلى تمكن الاقتصاد الوطني من الصمود مقارنة مع اقتصادات أخرى، لأنه يمتاز بخصائص وأسس قوية حتى قبل الجائحة، بفضل الإصلاحات الهيكلية التي عرفتها بلادنا خلال العقدين الماضيين، "وهذا دليل على صلابة اقتصادنا وقدرته على مواجهة الأزمات".
وأشار رئيس الحكومة، في هذا السياق، إلى الرؤية الاقتصادية التي بلورتها الحكومة لمواجهة الجائحة وتداعياتها على المستويين القصير والمتوسط والتي تستند إلى تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على الصمود، وتعزيز القدرة التنافسية والابتكار للمقاولات الوطنية، إلى جانب تعزيز الاستثمار الخاص والعام والشراكة بينهما، وكذا تعزيز الإنتاج الوطني، والإدماج التدريجي للقطاع غير المهيكل.
وعلى المستوى الاجتماعي، أوضح رئيس الحكومة أن رهان الحكومة على القطاع الاجتماعي ليس وليد ظرفية معينة، بل يعد أحد ثوابت برنامجها الحكومي، وقد أكدت تداعيات الجائحة صوابية هذا الاتجاه، مع ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاعات الاجتماعية، ومواصلة تحسين الخدمات الاجتماعية، لا سيما في مجالات التعليم والصحة ودعم التشغيل، وكذا على مستوى الحماية الاجتماعية، والاهتمام بأوضاع الفئات الهشة.
وبالنسبة لتسريع التحول الرقمي، اعتبر رئيس الحكومة أن الأزمة الوبائية الحالية أبانت عن وجاهة وضع الحكومة التحول الرقمي في صلب برنامجها، مبرزا أن مفهوم التحول الرقمي يتعدى منطق اعتماد التكنولوجيا لتسهيل وتسريع العمليات حسب المساطر المعتمدة سلفا، وتفادي التعامل الورقي فقط، إلى إعادة النظر بشكل كامل في أنماط التفكير وطرق الاشتغال واستبدالها بأنماط وطرق جديدة من العمليات بفضل الفرص الهائلة التي تتيحها الوسائل الرقمية، والقطع مع أشكال العمل التقليدية، وهو ما يشكل تحديا ثقافيا حقيقيا، يحتاج لقيادة تحول عميق في العقليات والممارسات، على مستوى الأفراد والإدارات والمؤسسات.
وشدد رئيس على أهمية تسريع التحول الرقمي ببلادنا كرافعة لتحسين الخدمات العمومية، إذ أشار إلى ضرورة مأسسة التعليم عن بعد الذي اعتمد خلال فترة الحجر الصحي والذي أبلى في نساء ورجال التعليم البلاء الحسن لإنجاح هذه التجربة النوعية، وأيضا إلى مأسسة الخدمات الإدارية والعمل عن بعد بالإدارات العمومية، وكذا دعم التحول الرقمي لمرفق العدالة، وتحسين التجارة الإلكترونية.