الكلمة الافتتاحية في اجتماع اللجنة الوزارية للتشغيل
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
حضرات السيدات والسادة أعضاء اللجنة الوزارية للتشغيل؛
السيدة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب؛
السيد رئيس جمعية جهات المغرب؛
حضرات السيدات والسادة؛
يسعدني في البداية أن أرحب بجميع الحاضرين في الاجتماع الثاني للجنة الوزارية للتشغيل الذي يخصص للاطلاع والمصادقة على البرنامج التنفيذي للمخطط الوطني للنهوض بالتشغيل. وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالشكر إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إعداد هذا المخطط، الذي يجسد الاهتمام الكبير للحكومة بمعالجة قضية التشغيل، من خلال مساهمة كل فعاليات المجتمع، من سلطات حكومية وفرقاء اقتصاديين ومجتمع مدني. ويعكس هذا بكل تأكيد انشغال الجميع في المقام الأول بقضايا الوطن وانتظارات المواطنين، حفظا لكرامتهم، وحماية وصونا لحقوقهم.
حضرات السيدات والسادة؛
لقد أحدثت اللجنة الوزارية للتشغيل في اجتماعها الأول بتاريخ 28 غشت 2017 خمس مجموعات عمل موضوعاتية في علاقة مع المحاور الاستراتيجية للمخطط. وهي مجموعة عمل دعم خلق مناصب الشغل؛ و مجموعة عمل ملاءمة التعليم والتكوين مع متطلبات سوق الشغل؛ و مجموعة عمل تكثيف البرامج النشيطة للتشغيل ودعم الوساطة؛ و مجموعة عمل تحسين ظروف العمل واشتغال سوق الشغل، ومجموعة عمل دعم البعد الجهوي في التشغيل.
وعهد إلى هذه المجموعات بالسهر على بلورة التدابير العملية للبرنامج التنفيذي مع تحديد جدولته الزمنية.
ولقد باشرت هذه المجموعات أشغالها طيلة ثلاثة أشهر وما يزيد في جو اتسم بالجدية والمسؤولية من لدن جميع المشاركين. وأود بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكر لجميع المشاركات والمشاركين على المثابرة التي أبانوا عنها وعلى انخراطهم في تنشيط الأشغال ومساهمتهم في إغناء المخطط وعلى رأسهم رؤساء مجموعات العمل.
ومكنت الأشغال من التوصل إلى مجموعة من الخلاصات شكلت أرضية أساسية في إعداد البرنامج التنفيذي للمخطط الذي ينبني على مقاربة مندمجة تأخذ بعين الاعتبار مختلف الركائز التي تساهم وتؤثر في إحداث فرص الشغل.
وقد عرض هذا البرنامج في مرحلة أولى على اللجنة التقنية للتتبع يوم 27 مارس 2018، ثم بعد ذلك على المجلس الأعلى لإنعاش التشغيل يوم 28 مارس 2018 من أجل التشاور بشأنه، لنصل به اليوم الى محطة هامة تتمثل في عرضه على اللجنة الوزارية للتشغيل من أجل الاعتماد والمصادقة.
ويتضمن هذا البرنامج، إلى جانب الإجراءات الحالية لإنعاش التشغيل التي تعرف تقييمات متواصلة لتحسينها والرفع من مردوديتها، مقترحات إجراءات جديدة لإنعاش التشغيل، تم إغناؤها من خلال مساهمة جميع الأطراف المعنية من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية وفاعلين اقتصاديين.
وسيمكن اعتماد البرنامج التنفيذي الذي سيتم عرضه اليوم، من التوفر على رؤية واضحة بخصوص البرامج المقترح تنفيذها خلال الفترة الممتدة ما بين 2018 و2021 وتحديد الجدولة الزمنية لها، بالإضافة الى تحديد الكلفة المالية لتنفيذها. وتتمثل الأهداف المتوخاة من البرنامج خلال الفترة من 2018 الى 2021 في إنشاء 00.0001.2 منصب وفرصة شغل، وتحسين قابلية التشغيل ل 1.100.000 باحث عن شغل، ودعم التشغيل المأجور لفائدة أكثر من 500.000 باحث عن شغل، ومواكبة إحداث أزيد من 20.000 وحدة اقتصادية صغيرة، بالإضافة الى المحافظة على معدل النشاط فوق نسبة 46%.
ونظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها تحقيق هذه الأهداف، فإني أدعو الجميع إلى الانخراط بفعالية في تطبيق البرنامج التنفيذي، ولاسيما الإجراءات ذات الأولوية. وسأتولى شخصيا الإشراف والتتبع المباشر والمتواصل لكل الإنجازات المحققة في إطار البرنامج المحدد.
حضرات السيدات والسادة؛
إدراكا منا بأن تنزيل البرنامج التنفيذي للمخطط الوطني لنهوض بالتشغيل يقتضي إشراك وانخراط جميع الفعاليات من القطاعين العام والخاص، وبالنظر لأهمية البعد الجهوي في إنعاش التشغيل، خاصة بعد تقدم بلادنا في إرساء الجهوية المتقدمة والصلاحيات المعتبرة للجهات في هذا المجال، وبالنظر للدور الهام الذي تضطلع به المقاولات في الرفع من وتيرة الاستثمار وإحداث فرص شغل جديدة، فقد ارتأينا دعوة السيد رئيس جمعية جهات المغرب والسيدة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب للمساهمة معنا في أشغال هذا الاجتماع، فمرحبا بهما.
حضرات السيدات والسادة؛
قبل إعطاء الكلمة للسيد وزير الشغل والإدماج المهني من أجل تقديم البرنامج التنفيذي للمخطط الوطني للنهوض بالتشغيل، وكذا الإجراءات ذات الأولوية برسم 2018 و2019، اسمحوا لي في ختام كلمتي، أن أجدد لكم الشكر على مجهوداتكم وإسهامكم في تقدم هذا الورش الوطني الذي يعتبر أولوية وطنية بامتياز، تهم جميع المواطنين في مختلف مشاربهم ومواقعهم، ويقتضي تعبئة شاملة لكسب رهاناته ومواجهة كل تحدياته.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير بلدنا وشبابنا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.