رسالة رئيس الحكومة
الحمد لله وبفضل منه تعالى، وحكمة جلالة الملك حفظه الله ونصره وقيادته الرشيدة، وتعاون جميع المؤسسات والقطاعات والمواطنين استطعنا تحقيق مكتسبات في حربنا على فيروس كوفيد 19، وتدبير الوضع بأقل الخسائر الممكنة، وفي هذا السياق اتخذنا مئات الإجراءات والقرارات، بعضها كان صعبا وقاسيا أحيانا وله تداعيات جانبية، لكنها تهدف للحد من انتشار الجائحة.
وكنا في كل مرة، نتابع تطور الوضعية الوبائية، ونتخذ القرارات اللازمة ونطور الإجراءات في اتجاه التخفيف أو التشديد.
وللأسف، شهدت الوضعية الوبائية خلال الأسبوع الأخير تطورا مقلقا، لا سيما بعدما بدأ منحنى الإصابات بالفيروس في الارتفاع، بسرعة أكبر مما كان عليه في الأشهر الأولى من الوباء، ومع ارتفاع عدد الإصابات الخطيرة وعدد الوفيات، رحمة الله عليهم، وفي هذا السياق يندرج قرار منع التنقل من المدن الثمانية وإليها ليلة الأحد 26 يوليوز 2020.
وبهذه المناسبة، أود التأكيد على أن هذا القرار، الذي أتحمل مسؤوليته السياسية، كما أن الحكومة تتحمل مسؤوليته بشكل تضامني، كان قرارا صعبا وقاسيا وضروريا.
إنه صعب، لأننا واعون بأنه يرجح بين ضرورة الحفاظ على صحة المواطنات والمواطنين، سكان المدن الثمانية، ولكن أيضا سكان باقي جهات المملكة، وبين الحالات الاجتماعية والإنسانية لعدد من المواطنات والمواطنين، وأيضا للإكراهات الاقتصادية لبعض القطاعات.
وهو قاس، لأنه يمس شرائح واسعة من المواطنين، ويأتي بعد سلسلة من إجراءات التخفيف، وجاء على استعجال كبير، وهو ما كان سببا لتذمر وعدم رضى بعض المواطنين. ونحن إذ نحترم ردود فعلهم نطلب منهم تفهم تلك الإجراءات والإسهام في إنجاحها.
وهو ضروري، لأن كل ساعة كانت تمر، دون اتخاذ القرار وإلا وكانت ستكون كلفته ثقيلة لا قدر الله، إذ كانت أسرنا، وقرانا، ومدننا، في كافة أنحاء البلاد، مهددة بأن تعرف نقلا للعدوى، فحوالي مليوني ونصف من المواطنين كانوا سينتشرون في كافة أرجاء الوطن، ومعهم خطر نقل الوباء، حتى دون علمهم.
لقد كان لزاما على الحكومة تحمل مسؤوليتها، ولا قدر الله، لو وضعت في المستقبل في موقف مماثل، ستضطر لاتخاذ إجراءات مماثلة أو أكثر. ولن نتردد في ذلك لحماية المواطنين وسلامة الوطن، وليس لدينا أي حسابات انتخابية ولا سياسوية ولا حزبية، حسابنا واحد، هو مصلحة الوطن وصحة المواطنين.
إن هذا الوضوح في تحمل المسؤولية، وفي الاقتناع باتخاذ هذا القرار، لا يمنعنا جميعا من الاستفادة من مجريات الأمور ودروسها، والحكومة والسلطات المعنية مدعوة لمزيد من التواصل والإنصات والمواكبة، وكذلك المواطنات والمواطنون مدعوون لمزيد من الحذر والصبر، ومواصة الانخراط والتعاون.
رئيس الحكومة
سعد الدين العثماني