كلمة السيد رئيس الحكومة -الدورة العادية للجمعية العامة للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة-

1_5.jpeg

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

  • السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة؛
  • السادة الوزراء؛
  • السيد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية؛
  • السيدة المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو؛
  • السيد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، الإيسيسكو؛
  • السيد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الألكسو؛
  • السيدة مديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو بالرباط؛
  • السيد مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط؛
  • السيد ممثل وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة؛
  • السيد الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة؛
  • السيدات والسادة أعضاء اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة؛
  • أيها الحضور الكريم.  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أفتتح أشغال الدورة العادية للجمعية العامة للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، مرحبا بضيوفنا الكرام، وكذا بأعضاء اللجنة الوطنية، في هذا اللقاء الذي يكتسي أهمية بالغة، بالنظر إلى مكانة اللجنة الوطنية وأدوارها الوازنة، التي تروم الارتقاء بمجالات التربية والعلوم والثقافة، بتنسيق مع منظمات اليونسكو والإيسيسكو والألكسو، والتي توسعت مجالات تدخلها لتشمل ميادين أخرى ذات الصلة كالبيئة والتنمية المستدامة، والتكوين المهني ومحو الأمية، والاتصال والشباب والرياضة وغيرها، إضافة إلى الدبوماسية التي تدخل بشكل من الأشكال ضمن هذه المجالات.. 
إن اجتماعنا اليوم، بمقر منظمة الإيسيسكو، له رمزية خاصة، هذه المنظمة التي حظيت بعناية ملكية دائمة منذ تأسيسها في اجتماع وزراء خارجية العالم الإسلامي المنعقد بمدينة فاس سنة 1981، مما مكنها من تحقيق أهدافها والقيام برسالتها النبيلة في أحسن الظروف، وأغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير، إلى المدير العام للمنظمة السيد سالم بن محمد المالك على هذه الاستضافة الكريمة والتعاون المشترك.
كما أغتنم هذه الفرصة لأشكر كلا من منظمة اليونسكو وعلى رأسها المديرة العامة السيدة أودري أزولاي، ومنظمة الألكسو في شخص مديرها العام السيد محمد ولد أعمر، على انخراطهما المتواصل في برامج اللجنة الوطنية المغربية وتعاونهما المتجدد معها، لبلوغ الأهداف المشتركة.
وكما أجدد التهنئة للسيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، على انكبابه الكبير والفعال، منذ توليه رئاسة اللجنة الوطنية، من أجل إعطاء دينامية جديدة لمختلف البرامج التي تتولى اللجنة تنفيذها ومتابعتها، وكذا في ورش استكمال إرساء هياكل اللجنة، 
ولا يفوتني، في هذا المقام، التنويه بالمجهودات الكبيرة التي بذلها السيد عبد الجليل الحجمري أمين السر الدائم للأكاديمية المملكة المغربية، عندما كان يزاول مهام الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم الثقافة خلال الفترة الانتقالية. والتي عززت إشعاع المغرب في هذه الميادين، ومكنت اللجنة في نفس الفترة من ربط علاقات متينة ومتميزة مع عدة لجان وطنية دولية. وهي مناسبة أيضا لتهنئة السيد الأمين العام الجديد جمال الدين العلوة، متمنيا له النجاح والتوفيق في مهامه، 

ولي اليقين، أن هذه الكفاءات والمجهودات سيتم استثمارها على أكمل وجه من طرف التشكيلة الجديدة للجنة الوطنية التي لن تدخر جهدا في الاضطلاع بمهامها النبيلة بالنظر لاحتضانها لكفاءات متعددة التخصصات أغنت تركيبة جمعيتها العامة.
حضرات السيدات والسادة؛
إن ما يدعونا إلى شحذ الهمم، ومضاعفة الجهود، هو المنعطف الحاسم الذي تعرفه المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي ببلادنا بعد صدور القانون الإطار الذي يرسم خياراتها وتوجهاتها على المدى المتوسط والبعيد، وفتحت الحكومة بموجب مقتضياته أوراشا كبرى للإصلاح، انخرطت في تنزيلها كل مكونات الحكومة المعنية وفق مخطط تشاركي، كل في مجال اختصاصه.
 وفي هذا السياق نحن في حاجة إلى تقاسم التجارب والخبرات في هذا المجال مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وتعتبر لجنتكم الموقرة جسرا للتواصل من أجل تبادل هذه الخبرات، بما توفره من قنوات للتواصل مع المنظمات الدولية غير الحكومية في مختلف هذه الدول، وننتظر منكم مزيدا من الجهد لتوطيد هذه العلاقات إقليميا وجهويا ودوليا حتى نتمكن من تعميق علاقات الشراكة والتعاون بين بلدنا والمنظمات الشريكة المختصة، والانفتاح على مشاريعها وخبراتها المتنوعة.
كما أنه من دواعي الارتياح أن يتضمن جدول أعمالكم استعراض حصيلة منجزات اللجنة خلال هذه السنة، إلى جانب عرض الإجراءات التي تروم تحديث هياكلها والارتقاء بنموذج حكامتها وتجويد إطارها التنظيمي، وذلك من خلال إقرار نظامها الداخلي وتنزيل الهيكلة الإدارية للأمانة العامة، وكذا بلورة برنامج عمل واعد يليق بتطلعات أعضائها ويعكس مكانتهم الاعتبارية والعلمية الوازنة، وخبرتهم الواسعة، كل من موقعه.
ومعلوم أن النهوض  بهذه الأدوار يتأسس على التعاون المشترك والمتابعة المستمرة، والانخراط الواسع لكل الفاعلين في الميادين المرتبطة بنشاطها، وفي هذا الصدد أدعو القطاعات الحكومية وكافة الهيآت الممثلة باللجنة الوطنية، أن تضع رهن إشارة اللجنة ما تحتاج إليه من وسائل بشرية ومادية ، كما أدعوها إلى الانخراط البناء في عمل اللجنة الوطنية، عبر الإسهام في الدراسات والبحوث الميدانية التي يقوم بها شركاؤها على مستوى الدول الأعضاء، وكذا تزويد اللجنة بجميع المعطيات والوثائق الضرورية لتمكينها من الاستجابة لمختلف الطلبات الواردة عليها، إيمانا منا بأن لا أهمية للعمران ولا للاقتصاد، إلا إذا كان الإنسان منخرطا ومبتكرا، وهذه هي الأهمية  الكبرى لاشتغال اللجنة.  
كما أهيب بهذه القطاعات أن تزود اللجنة الوطنية بشكل منتظم، بالمعلومات والمعطيات الدقيقة والمحينة ذات الصلة باختصاصاتها، وذلك قصد توطينها في البوابة الإلكترونية للجنة الوطنية التي سنعطي انطلاقتها الرسمية اليوم بحول الله، كما أحثها على المشاركة في مختلف التظاهرات والملتقيات التي تدعو إليها الحكومات والمنظمات الدولية، لمناقشة المواضيع والقضايا المرتبطة بمجالات عمل اللجنة الوطنية. 
إن هذا الانخراط في دعم عمل اللجنة بهذه المنهجية، لمن شأنه أن يبرز الصورة الحقيقية للمنجزات القيمة التي تحققها بلادنا في مختلف ميادين التربية والثقافة والعلوم، مما يزيد من إشعاع المملكة في مختلف التقارير التي تعدها المنظمات الدولية في هذا المجال.
وختاما، أتمنى لأشغال دورتكم هذه كامل التوفيق والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

النشرة الإخبارية