كلمة السيد رئيس الحكومة بمناسبة الاحتفال رفيع المستوى باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء

السيد الأمين العام للأمم المتحدة
السيدة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة
حضرات السيدات والسادة،

إن لاحتفالنا هذه السنة باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء صِبغة خاصة، نظرا للظرفية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وما سببته من تنامي أشكال العنف ضد النساء، بما فيها العنف الأسري خلال فترة الحجر الصحي.
 إنها فرصة، قيمة ومتجددة، للتحسيس بخطورة الظاهرة باعتبارها إحدى أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان في العالم.

إن الثابت اجتماعيا وأخلاقيا هو رفض هذه الظاهرة، التي تتنافى وقيم ومبادئ الحقوق الأساسية، والأزمة الصحية الحالية لا يمكن أن تشكل، بأي حال من الأحوال، ذريعة للتمادي في نشر تلك الظاهرة ولا مبررا مقبولا للتغاضي عن خطورتها.  

ولا يخفى على أحد الآثار المدمرة لتفشي أشكال هذه الظاهرة، ليس فقط على النساء، بل أيضا على أسرهن وأطفالهن ومحيطهن وإمكانيات تطوير مجتمعات سلمية وآمنة. 

حضرات السيدات والسادة،
إن المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، جعلت من مناهضة العنف ضد النساء أولوية كبرى. وشكل دستور 2011 منعطفا أساسيا للحقوق الأساسية، بترسيخه لقيم المساواة بين الرجال والنساء وتجريمه لأشكال التمييز والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والحاطة بالكرامة.

كما ساهم تبني القانون 103.13 المتعلق بالعنف ضد النساء في تعزيز الآليات القانونية ذات الصلة، بتجريمه لجميع أشكال العنف وبإحداثه لآلية فعلية للتكفل بالنساء ضحايا العنف.

وفي السياق ذاته، تعززت الترسانة القانونية المتعلقة بمكافحة العنف ضد النساء بإنشاء "اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف" في سبتمبر 2019، الهادفة لضمان التنسيق بين مختلف الجهات، الحكومية وغير الحكومية، وطنيا وجهويا ومحليا. 

حضرات السيدات والسادة،
إن المغرب يدرك حجم التأثير السلبي الذي سببته جائحة كوفيد-19 على النساء، ولم يذخر جهدا لتطوير سياساته المناهضة للعنف ضد النساء، سواء بالوقاية أو الحماية أو التكفل.
إذ أُحْدِثَ 63 مركزا للتكفل بالنساء ضحايا العنف خلال فالحجر الصحي، وتم تفعيل 85 فضاء متعدد الوظائف. كما   أُطْلِقَت منصة رقمية "كلنا معك"، في يناير 2020، للاستماع ومواكبة النساء والفتيات في وضعية هشاشة.
وقد جاء توقيع "إعلان مراكش لمناهضة العنف ضد النساء" بتاريخ 8 مارس 2020، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، ليعزز الدينامية القائمة بإشراك وتوحيد جهود المؤسسات المعنية. 

حضرات السيدات والسادة،
 إن القضاء على العنف ضد النساء غاية كبرى، والمغرب معبأ، حكومة وجمعيات، لتحقيق هذه الغاية، وأُعْلِنُ بالمناسبة عن قرب الانتهاء من وضع بروتوكول لوقاية النساء ضحايا العنف والتكفل بهن، وبلورة الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمناهضة العنف ضد النساء 2021-2030، بتشاور مع الشركاء الوطنيين   مركزيا وترابيا.    

شكرا لحسن إصغائكم.
 

النشرة الإخبارية