كلمة رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني بمناسبة انعقاد الاجتماع الرابع لمجلس إدارة وكالة التنمية الرقمية

1_7.jpeg

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه

السيد وزير الدولة،

السادة الوزراء،

السيدات والسادة أعضاء مجلس الإدارة،

حضرات السيدات والسادة،

يُشرفني أن أترأس اليوم الاجتماع الرابع لمجلس إدارة وكالة التنمية الرقمية، وأن أرحب بمشاركتكم في أشغاله، وهي مناسبة للوقوف على حصيلة إنجازات الوكالة واستعراض آفاق عملها المستقبلية.

ويأتي هذا الاجتماع في سياق ظروف صحية استثنائية تتطلب منا مزيدا من التعبئة وتظافر الجهود على مستويات متعددة، قصد تجاوز تداعيات هذه الجائحة وتخفيف الآثار المترتبة عنها.

وأشير بهذه المناسبة إلى أن الحالة الوبائية التي حلت ببلادنا، كما بسائر بلدان العالم، قد ساهمت في تعزيز الوعي لدى الجميع بضرورة تسريع وتيرة التحول الرقمي لكونه رافعة أساسية لتحقيق النمو.

حضرات السيدات والسادة،

أغتنم فرصة هذا الاجتماع لأنوه بإطلاق أشغال إنجاز ''البوابة الوطنية للمساطر والإجراءات الإدارية'' كأداة لتفعيل القانون 19-55  المتعلق بتبسيط المساطر والإجراءات الإدارية ُ ، وتعتبر هذه البوابة من بين المشاريع المعول عليها لإحداث طفرة نوعية في العلاقة بين الإدارة والمرتفق. كما أنها ستساهم بشكل كبير في تيسير المساطر والمعاملات الإدارية على المستثمرين، وهو ما يستجيب للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بخصوص الاستفادة مما توفره المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة لتبادل الوثائق والمعلومات المتوفرة لدى الإدارات العمومية.

أما فيما يخص الأوراش الأولوية التي سبق لمجلسنا الموقر أن صادق عليها، فبالرغم من التقدم في مراحل إنجازها، إلا أنه ينبغي المزيد من تكثيف وتظافر الجهود بين مختلف الفاعلين المعنيين قصد تسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق الأهداف المتوخاة من هذه المشاريع في أقرب الآجال، وذلك لما لها من أثر مباشر على مصالح المرتفقين لاسيما بعد التطورات التي فرضتها الجائحة.

وأذكر منها، على الخصوص، ''مشروع المنصة الحكومية للتبادل الرقمي للبيانات والمعلومات'' الذي سيساهم في تيسير وتقريب وتجويد الخدمات العمومية المقدمة للمرتفقين وضمان شفافيتها، إضافة إلى تحسين الأداء الداخلي للإدارات وتيسير تبادل المعطيات والتنسيق فيما بينها، ومن المرتقب أن تكون التطبيقات الأولى لهذه المنصة جاهزة للاستعمال في نهاية الأسدس الأول من السنة الجارية.

وأذكر كذلك المصنع الرقمي ’’Digital Factory'' الذي تمكنت الوكالة من خلاله من تطوير تطبيقات خاصة للمساهمة في معالجة تداعيات الجائحة؛ ويتعلق الأمر بمنصة التوريد لتجميع المعطيات من شركات إنتاج واستيراد المواد الأساسية ووضعها رهن إشارة القطاعات الحكومية المعنية، ومنصة كوفيد-19 لرصد الجهود التي تبذلها الهيئات والسلطات العمومية للتعامل مع الحالة الوبائية، وكذا المنصة الخاصة بتوحيد المعلومات حول إمداد المستشفيات بالأدوية وتتبع قدرة الإنعاش وتوفر الطاقم الطبي.

أما فيما يخص ''ورش الجيل الرقمي''، فإنني أغتم فرصة هذا اللقاء لأذكر بأنه يشكل دعامة أساسية لتطوير الرأسمال البشري الضروري لمواكبة التطورات التي يشهدها العالم في جميع المجالات، لذا فإنني أدعو الوكالة إلى إعطاء أهمية خاصة للتكوين في مجالي الذكاء الاصطناعي لفائدة مختلف الأعمار والمستويات، والبيانات الضخمة (BIG DATA) وذلك حتى تتمكن بلادنا من تقليص الهوة الرقمية واستدراك الفوارق مع الدول الرائدة في هذا الميدان، والاستفادة من الفرص الكبيرة الواعدة والمتاحة.

حضرات السيدات والسادة،

لقد فرضت الجائحة تسريع التحول الرقمي في عدة قطاعات اجتماعية حيوية كالصحة والتعليم، وعلينا أن نستخلص الدروس من الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحالة الوبائية لجعل هذا التحول رافعة لتسريع الاندماج الاجتماعي ببلادنا.

وبالرجوع إلى مذكرة التوجهات العامة للتنمية الرقمية بالمغرب للفترة الممتدة بين سنتي 2020 و 2025 التي تضمنت أهدافا ملموسة في مجال التحول الرقمي، فإنني أدعو إلى تسريع وتيرة إنجاز البرامج المتعلقة بالقطاعات الاجتماعية لتيسير وتجويد ولوج مختلف الفئات إلى الصحة والتعليم والدعم الاجتماعي في كافة ربوع المملكة، وهوما سيسهم أيضا في توفير الشروط الملاءمة لتوسيع التغطية الاجتماعية التي ما فتئ يؤكد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على أولويتها.

وفي الختام، أتقدم بجزيل الشكر إلى أعضاء مجلس الإدارة وإلى كل القطاعات الحكومية التي تساعد الوكالة في تحقيق أهدافها، كما أشكر كافة أطر ومستخدمي الوكالة، وعلى رأسهم السيد المدير العام، على الجهود القيمة التي يبذلونها داعيا الجميع إلى المزيد من البذل والعطاء.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

النشرة الإخبارية