كلمة رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني في اجتماع لجنة تدبير الخدمات الأساسية للمواصلات

3_2.jpeg

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه

السادة الوزراء،
السيد المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات،
حضرات السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي سروري أن أجدد اللقاء بكم اليوم في الاجتماع الثاني عشر للجنة تدبير الخدمة الأساسية للمواصلات لتدارس مدى تقدم المشاريع والبرامج التي سبق للجنة أن وافقت عليها ولاستعراض المشاريع التي يتعين اعتمادها قصد المساهمة في تلبية الحاجيات المستقبلية في مجال تعميم تكنولوجيا الإعلام والاتصال والرقمنة ببلادنا.
ويُعَدّ هذا الاجتماع اليوم حلقةً أخرى في مسلسل النهوض بقطاع الاتصالات، إذ أنه سيمكننا من تدارس واعتماد آليات للمساهمة في ترسيخ الرقمنة وتقريب خدماتها من عموم المواطنين، كيفما كانت وضعيتهم الاجتماعية وحيثما كان موقعهم الجغرافي، مع العمل على تطوير التقنيات والشبكات وتوسيع تغطيتها لتمكينها من أن تكون اللبنة الأساس للتطور الرقمي بالمغرب.
ولا يسعني إلا أن أستحضر في هذه المناسبة دور قطاع المواصلات في مواجهة تداعيات جائحة كورونا، التي يعيشها على وقعها العالم بما في لك بلادنا، إذ أن توفرنا على شبكات للاتصالات قوية ومنتشرة بشكل مُقَدَّر، أسهم في رفع التحديات وتجاوز الإكراهات التي واجهتنا خلال هذه الجائحة. 
إذ أبانت هذه المرحلة على ضرورة التوفر على بنيات الاتصالات قوية للاستجابة لمتطلبات الساكنة خصوصا في مجال التعليم والإدارة وكذا على مواكبة الاقتصاد الوطني. وأغتنم هذه الفرصة لأشكر المتعهدين على انخراطهم وتجاوبهم مع المتطلبات التي فرضتها هذه المرحلة.
كما أظهرت الجائحة أنه يجب علينا تسريع وإتمام الإنجازات التي حققناها بشكل أكبر، اليوم لابد من وتيرة أسرع، وخصوصا فيما يتعلق بالتغطية بالصبيب العالي في العالم القروي وتعزيز رقمنة الخدمات وتطوير الاستعمالات، وأدعو في هذا الصدد المتدخلين المعنيين إلى بذل مزيد من الجهد والعطاء لإنهاء مشاريعهم في أقرب الآجال.
حضرات السيدات والسادة،
تمكنت لجنة تدبير الخدمة الأساسية للمواصلات، بفضل التدبير الجيد والمشاركة المسؤولة لكل المتدخلين، من المساهمة بطريقة فعالة في تقليص فوارق التغطية وتيسير الولوج إلى تكنولوجيا الإعلام والاتصال عبر العديد من البرامج التي تم تنفيذها كليا أو تلك التي تشارف على الانتهاء.
وأخص بالذكر هنا المخطط الوطني للصبيب العالي والعالي جدا الذي من شأنه أن يتيح استكمال التغطية لمجموع التراب الوطني بالشبكات والخدمات بما يستجيب للرهانات الحالية والمستقبلية، المترتبة عن الارتفاع المتواصل لحجم الاستعمالات وتنوعها والتطور السريع للتكنولوجيات، سواء تلك المتعلقة بالأشخاص الذاتيين أو المهنيين أو المقاولات، كما سيمكن المملكة من الانخراط الإيجابي في مجهود الرقمنة بغية تقريب خدمات الإدارات والمرافق العمومية إلى عموم المواطنين.
وفي هذا الإطار، تمكنت بلادنا من استكمال برنامج تعميم الولوج إلى المواصلات PACTE، حيث تمت تغطية نسبة 99,6% من الساكنة بواسطة شبكات الاتصالات المتنقلة للمتعهدين الوطنيين، كما أننا اعتمدنا في الاجتماع الأخير برنامجا طموحا لتغطية 10740 منطقة قروية بتقنيات الجيل الرابع في أفق سنة 2022، إذ تم إنجاز ما يقارب 40% منه في وقت قياسي.
هذا بالإضافة إلى برامج أخرى تهدف إلى تقليص الهوة الرقمية وتطوير الاستعمالات كبرنامج GENIE الرامي إلى تعميم تكنولوجيا الإعلام والاتصال بمؤسسات التعليم العمومي، وبرنامج INJAZ الذي تم بواسطته تزويد طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس العليا المعنية بحاسوب شخصي واشتراك بخدمة الأنترنت من الجيل الثالث، وبرنامج "نافذة" Nafid@ الذي سمح لقرابة 000.150 رجل تعليم بالتوفر على اشتراك في شبكة الانترنيت.


حضرات السيدات والسادة،
سنستعرض في اجتماعنا هذا مجموعة من البرامج والمشاريع المقترحة كخدمة أساسية للمواصلات، ستمكن من المضي قدما في استراتيجيتنا الرامية إلى تعزيز دور الاتصالات والاقتصاد الرقمي كرافدين من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية. 
بالإضافة إلى التقدم في تعميم وتوسيع التغطية وولوج الساكنة لشبكات التواصل بما في ذلك عبر الصبيب العالي والعالي جدا، لعل من أهم هذه المشاريع المقبلة، البوابة الوطنية للإدارة، التي ستساهم بشكل كبير في تبسيط المساطر الإدارية وتقريب الخدمات من المواطن وتسريعها وكذا تيسير عمل المقاولات والمستثمرين، وكذا البرامج الطموحة المبرمجة لدعم التعليم العالي لمواجهة التحديات التي فرضها التعليم عن بعد بفعل الجائحة وتداعياتها.
وبهذه المناسبة، يجب التذكير بأن وظيفة صندوق الخدمة الأساسية للمواصلات يجب أن تكون وازعا لتمويل عقلاني ورشيد للمشاريع المستقبلية، كما يجب الحرص على أن يُعزز دور الصندوق كمحفز للاستثمار في قطاع الاتصالات ورافعة لتنميته.
وفي هذا الإطار، لضمان مستويات أعلى من الحكامة، وتفاعلا مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات المتعلق بتدبير الخدمات الأساسية للمواصلات، أدعو اللجنة، وكافة المتدخلين، إلى إيلاء عناية خاصة بالملاحظات والتوصيات الواردة في هذا التقرير، من خلال جردها وبرمجة تنفيذ ما جاء فيها.  
وفي الأخير، أود أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأعضاء هذه اللجنة على الدور الذي يضطلعون به وعلى المجهودات التي يبذلونها من أجل جعل بلادنا في مصاف الدول التي اختارت الرقمنة كقاطرة لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية. كما أود أن أنوه بجهود كل المتدخلين من إدارات ومؤسسات عمومية ومتعهدي الاتصالات والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات لإنجاز البرامج المصادق عليها.
وأتمنى من العلّي القدير أن تُكلَّل أعمالنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 

النشرة الإخبارية