كلمة رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني بمناسبة انعقاد الدورة السادسة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
السيدات والسادة الــــوزراء؛
السيدات والسادة أعضاء مجلس إدارة الوكالة؛
حضرات السيدات والسادة؛
يشرفني أن أترأس اليوم اجتماع الدورة السادسة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، الذي يصادف تخليد اليوم العالمي لمحاربة الأمية في سياق استثنائي هذه السنة بسبب جائحة كوفيد 19 وتداعياتها على معظم بلدان العالم؛ وكان من بين آثارها في المغرب تعليق دروس محاربة الأمية بجميع المراكز منذ يوم الاثنين 16 مارس 2020 كخيار وقائي للحفاظ على سلامة وصحة المستفيدين والمكونين ومختلف المتدخلين، كما هو الحال بالنسبة لجميع مؤسسات التربية والتكوين.
حضرات السيدات والسادة؛
نعقد هذا الاجتماع بعد مرور ثلاث سنوات على مصادقة مجلسنا الموقر على خارطة الطريق 2017-2021، التي تتمحور حول تعزيز التنسيق وتقوية تعبئة جميع الفاعلين من أجل تسريع وتيرة الإنجازات الكمية والنوعية في برامج محاربة الأمية في أفق تقليص المعدل العام للأمية إلى20 % سنة 2021 ثم إلى 10% سنة 2026.
ولهذه الغاية، عملت الوكالة بالتنسيق مع مختلف الشركاء على المستوى الوطني وبتشارك مع الشركاء الدوليين على تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المدرجة في خارطة الطريق سواء على مستوى الحكامة وملاءمة العرض والطلب وتحسين جودة التعلمات.
ولا بأس هنا من الإشارة إلى بعض إنجازات الوكالة في هذا المجال، حيث فاق عدد المشاركين في مجموع برامج محاربة الأمية (محاربة الأمية، وبرامج ما بعد محاربة الأمية ومحو الأمية الوظيفية) في الموسم القرائي 2019-2020 1مليون و200 ألف مشارك(ة) مقابل أكثر من 1 مليون و130ألف مستفيد(ة) برسم الموسم القرائي 2018-2019، أي بزيادة تقدر ب 5,9%.
ولأول مرة تجاوز عدد المسجلين في محو الأمية عتبة 1 مليون مشترك ليبلغ 1 مليون و22 ألف مسجل(ة) مقابل 935 ألف مستفيد(ة) برسم موسم 2018-2019، أي بزيادة تقدر ب 9,3%.
كما أن الوكالة انخرطت في ورش التكوين عن بعد سعيا منها إلى توسيع قاعدة المستفيدين وتمكينهم من الولوج إلى دروس محاربة الأمية عبر مختلف الوسائط الإلكترونية؛ ولا يفوتني هنا أن أنوه بتَطبيقَي "ألفا نور" و "ألفا تأهيل"، لاسيما أنه من شأن كل تطبيق في هذا المجال أن يمكن من توسيع دائرة المستفيدين من برامج محو الأمية. وبهذه المناسبة أدعو الجميع إلى الاستفادة من فرص التعلم المتاحة عبر هذه التطبيقات.
كما أدعو الوكالة إلى الإسراع بإخراج التطبيقات المعلوماتية التي هي في طور الإعداد، وأخص بالذكر التطبيق الخاص بالبحارة، يتم تطويره بتنسيق وتعاون مع قطاع الصيد البحري، وتطبيق معلوماتي لفائدة الفلاحين في إطار عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة في دوائر الري بالغرب والحوز، يتم تطويره بدعم وتنسيق مع وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب MCA-Morocco.
كما اعتمدت الوكالة آلية التكوين عن بعد إلى جانب التكوين الحضوري لضمان حق المواطنين الذين أبدوا رغبتهم في التعلم، وذلك عبر تعزيز الرقمنة لتحسين جودة التعلمات وإعداد وتسجيل محتويات رقمية انطلاقا من دروس برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية والتربية المالية، وإعداد برنامج تلفزي لدروس محو الأمية بتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) تحت عنوان " أجي نتعلموا "، يتم بثه كل يوم على القناة الثقافية الرابعة.
حضرات السيدات والسادة؛
لن يفوتني في هذا الاجتماع أن أنوه بالمساهمة النوعية للجنة الاستراتيجية والاستثمار المنبثقة عن مجلس إدارة الوكالة، والتي يرأسها الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي، فيما يخص انتظام دوراتها وجودة توصياتها. وقد كان من بين هذه التوصيات إطلاق دراسة ميدانية لاستطلاع آراء الجمعيات فيما يتعلق بالتدابير المقترحة لإنهاء الموسم القرائي الحالي وإطلاق الموسم القرائي القادم وفق مقاربة علمية وتشاركية، وهو ما تم فعلا وأسفر عن توصيات ستعرض في هذا الاجتماع، وذلك لضمان الاستمرارية الأندراغوجية في ظل إكراهات الوضعية الوبائية التي تعيشها بلادنا.
حضرات السيدات والسادة؛
لقد كان لجائحة كورونا تأثير مباشر على برامج محاربة الأمية بعد قرار تعليق الدروس، إذ تم توقيف البرنامج السنوي قبل نهايته مع عدم القدرة على إجراء الامتحانات النهائية في الوقت المعتاد. وأخذا بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية التي باتت واقعا ينبغي التعايش معه، فنحن مطالبون جميعا ببذل جهود إضافية من أجل بلوغ الهدف المنشود ألا وهو تقليص نسبة الأمية في أفق القضاء عليها ببلادنا.
ولهذا الغرض، فإنني أدعو جميع الشركاء إلى مساندة الوكالة في رفع تحدي إنهاء الموسم القرائي 2019-2020 وتدبير عملية إطلاق الموسم القرائي المقبل 2020-2021، والاجتهاد لاقتراح أفضل الصيغ الممكنة من أجل ضمان استمرارية التعلم والتكوين مع حماية المستفيدين والمكونين ومختلف المتدخلين من أخطار الإصابة بالفيروس.
وفي الختام، أتوجه إليكم وإلى كافة الفاعلين الذين ساهموا في تحقيق النتائج المشجعة بالشكر والعرفان، داعيا الجميع إلى المزيد من العطاء من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في خارطة الطريق. وذلك في أفق القضاء على الأمية التي تشكل آفة حقيقية لا تليق بطموحاتنا ولا بمكانة بلادنا.
وفقنا الله جميعا لما فيه مصلحة البلاد، وكلل أعمالنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.