كلمة رئيس الحكومة بمجلس إدارة وكالة التنمية الرقمية

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه

 

السيد وزير الدولة،

السادة الوزراء وكتاب الدولة،

السيدات والسادة أعضاء مجلس الإدارة،

 

حضرات السيدات والسادة،

 

يشرفني أن أرحب بكم اليوم في الاجتماع الأول لمجلس إدارة وكالة التنمية الرقمية الذي يُعتبر اجتماعا تأسيسيا ومناسبة لإرساء الأسس التنظيمية والتدبيرية للوكالة، وكذا الاطّلاع على مهامها واستشراف آفاق عملها في المستقبل.

وكما لا يخفى عليكم، اكتسب القطاع الرقمي خلال السنوات الأخيرة أهمية متزايدة في الاقتصاد العالمي وفي الحياة الشخصية للأفراد. وهو قطاع يساهم بصفة ملموسة في تحسين نجاعة المرافق العمومية، وفي تقوية إنتاجية وتنافسية المقاولات التي تستثمر في التكنولوجيات الرقمية.

ومن الأكيد أن التطور السريع الذي يعرفه هذا المجال سيحدث تحولات عميقة على مستوى قطاعات كاملة من الاقتصاد الوطني، وطفرة نوعية في العلاقات المجتمعية وفي العلاقة بين المواطن والإدارة.

وستمنح هذه التحولات فرصا حقيقية لتطوير الاقتصاد والإدارة والمجتمع شريطة أن نواكبها برؤية واضحة المعالم، وبسياسة دقيقة تأخذ بعين الاعتبار حاجيات وواقع المملكة.

حضرات السيدات والسادة؛

لقد انخرطت بلادنا منذ سنوات في التحول الرقمي على جميع المستويات، من خلال السياسات العامة والاستراتيجيات القطاعية، واستراتيجيات المقاولات، وكذا الاستعمال المتزايد للوسائل الرقمية من قبل المواطنين. إلا أنه بالرغم من هذا، تشكل الفجوة الرقمية، للأسف، واقعا مُعاشا سواء بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة أو بالنسبة للمواطنين.

ولضمان تكثيف الاستعمالات وتقليص الفوارق الرقمية، ولمزيد من الإنجازات الملموسة في مجال الاقتصاد الرقمي، تم اعتماد استراتيجية "المغرب الرقمي" التي تهدف إلى تحقيق التحول الرقمي للإدارة، وتسريع تنمية الاقتصاد الرقمي، وتحسين جودة حياة المواطنين باستعمال التكنولوجيات الرقمية.

وتسعى هذه الاستراتيجية أيضا إلى توفير بيئة رقمية مناسبة، من خلال تأهيل الإطار القانوني وتعزيز البنية التحتية الرقمية وتعميم الرقمنة عبر التكوين.

ويأتي إحداث وكالة التنمية الرقمية على شكل مؤسسة عمومية يديرها ممثلو القطاعين العام والخاص وخبراء في المجال كاستكمال لمنظومة حكامة هذا القطاع.

وفي هذا الصدد، فإن الوكالة مدعوة إلى بلورة خطة عمل من أجل تنزيل وتفعيل ركائز الاستراتيجية الرقمية في إطار مقاربة تشاركية مع جميع الفاعلين، وعقد اتفاقيات وشراكات مع مثيلاتها في الدول ذات السبق في هذا المجال لتمكين بلادنا من مواكبة التطور السريع الذي يعرفه العالم الرقمي وتحقيق الريادة فيه على المستوى القاري.

وفي الختام، أتمنى أن يكون اجتماعنا اليوم مناسبة لإعطاء الدعم الضروري لانطلاقة ناجحة وموفقة للوكالة، وأتوجه بالشكر إلى كافة الفاعلين الذين ساهموا في إخراج هذه المؤسسة إلى الوجود، وعلى رأسهم السيد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، داعيا الجميع إلى المزيد من العطاء لجعل هذه الوكالة رافعة للرقي ببلادنا في المجال الرقمي ومختلف الأنشطة والاستعمالات المتعلقة به.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

النشرة الإخبارية