كلمة رئيس الحكومة بمناسبة الذكرى العاشرة لمجموعة العمران
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،
السيد وزير الدولة،
السيدات والسادة الوزراء،
السيدات والسادة كتاب الدولة،
السيد رئيس الجمعية الوطنية للجهات،
السيد الكاتب العام لمؤسسة الاتحاد من أجل المتوسط،
السيد رئيس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران،
حضرات السيدات والسادة،
يطيب لي أن أشارككم اليوم افتتاح الندوة الدولية المنظمة بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس مجموعة العمران تحت شعار " الإسكان والتنمية الحضرية والجهوية: تحديات الاستدامة ورهانات الحكامة الترابية للتدخلات العمومية".
وبداية أود أن أهنئكم على هذا الاختيار الموفق لموضوع الملتقى، بالنظر لارتباطه الوثيق بمضامين المشروع التنموي الذي يريده صاحب الجلالة نصره الله لهذا الوطن العزيز، والذي نطمح جميعا إلى تحقيقه بفضل تظافر جهود كافة الفاعلين.
كما أن النقاط المدرجة في جدول أعمال هذه الندوة تتجاوب بحق مع أولوياتنا كحكومة، حيث أن غرض إنجاح أوراش الجهوية المتقدمة وتحديات التنمية والاستدامة وتأهيل المجال الترابي وتحسين مستوى عيش الساكنة يشكل رهانا حقيقيا التزمنا به في البرنامج الحكومي ونعمل بجد لتحقيقه.
وفي هذا الصدد أذكر بأن بلادنا قد تمكنت من تحقيق تقدم ملموس في مجال توفير السكن اللائق لفئات عريضة من الشعب المغربي، وتقليص العجز السكني، والتأهيل الحضري للمدن والمراكز، ومعالجة جزء مهم من السكن المهدد بالانهيار، بالإضافة إلى رد الاعتبار للأنسجة العتيقة.
إلا أنه رغم ما تم تحقيقه خلال السنوات الأخيرة في هذا الميدان، لا بد من مضاعفة الجهود من أجل تكثيف وتنويع العرض السكني والارتقاء به بهدف تقليص العجز السكني بنسبة 50 % ومواصلة تنفيذ البرامج المتعلقة بمدن بدون صفيح والتأهيل الحضري ومعالجة السكن المهدد بالانهيار، مع الحرص على ابتكار منتوجات سكنية جديدة لفائدة الأسر المعوزة والطبقة المتوسطة، وذلك استجابة لانتظارات هذه الفئات وتماشيا مع قدراتها المادية، وكذا الحرص على اعتماد المقاربات والمناهج الكفيلة بضمان استدامة المنشآت وجودتها التقنية والمعمارية، والسهر على الارتقاء بالمشهد العمراني وتحقيق الاندماج المجالي بالوسطين الحضري والقروي.
حضرات السيدات والسادة.
اسمحوا لي أن أذكر في الختام بأن هذه المناسبة تستوجب منا جميعا وقفة تأمل لوضع تقييم شامل لحصيلة العشر سنوات الأولى من مسار المجموعة، واستقراء أفضل السبل للارتقاء إلى ما هو أحسن عبر ترصيد التجارب الوطنية والدولية مع الأخذ بعين الاعتبار أفضل الممارسات في هذا المجال على الصعيد الوطني والقاري والدولي.
وختاما، أجدد التهنئة والشكر لكل القائمين على تنظيم هذه الندوة وضيوفهم الكرام، وأدعو الجميع إلى المساهمة في إنجاح هذه التظاهرة عبر تقاسم التجارب وإثراء النقاش من أجل بلورة توصيات كفيلة بالاستجابة الملائمة لكافة الانتظارات في سبيل تحقيق الأهداف التنموية للقطاع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.