كلمة رئيس الحكومة بمناسبة انعقاد مجلس إدارة الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه،
السيد وزير الدولة،
السيدة الوزيرة،
السادة الوزراء،
السيدات والسادة أعضاء مجلس الإدارة،
حضرات السيدات والسادة،
بسم الله أفتتح الاجتماع الأول لمجلس إدارة الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات.
ويُشرفني أن أرحب بكم في أشغال هذا الاجتماع التأسيسي الذي يعتبر مناسبة لإرساء الأسس التنظيمية والتدبيرية للوكالة، والاطّلاع على مهامها، وكذا استشراف آفاق عملها خلال المرحلة الانتقالية المقبلة.
وأغتنم هذه المناسبة للإعراب عن اعتزازي بما تمّ تحقيقه سابقا من طرف كل من الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، والمركز المغربي لإنعاش الصادرات، وكذا مكتب الأسواق والمعارض بالدار البيضاء اللذين تمَّ دمجهم في المؤسسة الحالية، من مكاسبَ وإنجازاتٍ هامة، كان وقعها إيجابيا على الاقتصاد الوطني والتنمية الترابية وإشعاع المغرب على الصعيدين القاري والدولي.
حضرات السيدات والسادة،
إن إحداث هذه الوكالة من خلال دمج المؤسسات الثلاث، يندرِج ضِمن الأوراش المُهيكِلة المُعلن عنها أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أنّه يأتي تفعيلا لمبادئ الحكامة الجيدة والنجاعة المؤسساتية وتعزيز التنسيق فيما يخص عروض الترويج للاقتصاد الوطني. كما ينسجم هذا الدمج كذلك مع توصيات التقارير الصادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية وعن المؤسسات الدستورية المختصة المتمثلة في المجلس الأعلى للحسابات والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
حضرات السيدات والسادة،
إن الأهمية التي توليها بلادنا لمجال الاستثمار والترويج الاقتصادي تَبرُز جليا من خلال المهام المنوطة بالوكالة، حيث ستتولى هذه الأخيرة تنفيذ استراتيجية الدولة في مجال تنمية الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتشجيعها وإنعاشها، خصوصا من خلال توجيه المستثمرين ومواكبتهم وتفعيل ميثاق الاستثمار ووضع بنك للمعطيات المرتبطة بالمشاريع الاستثمارية رهن إشارة المستثمرين.
كما ستُعهد للوكالة مهمة إنعاش العرض التصديري المغربي في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الصادرات، وكذا تنفيذ استراتيجية الدولة في مجال تطوير وإنعاش الأسواق والمعارض، هذا بالإضافة إلى تنمية مناطق الأنشطة المخصصة لقطاعات الصناعة والتجارة والخدمات والتكنولوجيا وذلك تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، فإن الوكالة مدعوة إلى بلورة رؤية استراتيجية تهدف دعم وتطوير الاستثمار والصادرات من خلال استهداف ناجع لمقدمي الطلبات والمستوردين والموزعين الدوليين في مختلف القطاعات الصناعية، وكذا استهداف ذكي للأسواق من خلال توطيد مكانة المغرب في أسواقه التقليدية من جهة، وتنويع العمليات في اتجاه أسواق جديدة ذات إمكانيات عالية، من جهة أخرى، علاوة على تطوير المواكبة والتواصل ورقمنة الخدمات وتنزيل برامج عملها في إطار مقاربة تشاركية وتعاقدية مع جميع الفاعلين وطنيا ودوليا، كل هذا قصد تمكين بلادنا من تبوأ مكانة متقدمة ورائدة في المنظومة الدولية والقارية للاستثمار والترويج الاقتصادي.
حضرات السيدات والسادة،
أتمنى أن يكون اجتماع مجلس إدارة الوكالة اليوم مناسبة لإعطاء الدعم الضروري لانطلاقة ناجحة، من خلال اتخاذ قرارات سديدة تُمكِّن الوكالة من تحقيق الأهداف المتوخاة، وأدعو جميع أعضاء هذا المجلس الموقر إلى التعاون للعمل على تمكين الوكالة من الخبرات البشرية، وكذا الموارد المادية واللوجيستيكية التي ستُسهِم في إرساء هياكلها وتطوير عملها.
هذا، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى كافة الأطراف والطاقات التي ساهمت في إخراج هذه المؤسسة إلى الوجود.
كما أتوجه بالشكر أيضا إلى كافة مسؤولي وأطر ومستخدمي الوكالة على مجهوداتهم المبذولة، داعيا الجميع للمزيد من العطاء لجعلها رافعة للرقي بمستوى الاستثمارات والصادرات لبلادنا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.