كلمة السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة بمناسبة الدورة الثامنة للجنة العليا المغربية القطرية المشتركة

maroc-qatar.jpeg

باسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين

  • معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة قطر الشقيقة؛
  • السيدات والسادة الوزراء؛ 
  • أصحاب السعادة السفراء؛
  • حضرات السيدات والسادة.

اسْمَحُوا لِي بِدَايَة أَنْ أَتَقَدَّمَ لِمَعَالِيكُم، بِاسْمِي وَبِاسْم الوَفْد المَغْرِبِي المُرَافِق لِي، بِجَزِيل الشُّكْرِ وَالاِمْتِنَان عَلَى مَا أَحَطْتُمُونا بِهِ مِنْ حُسْنِ الِاسْتِقْبَال وَكَرِيم العِنَايَة؛

 وَهَذَا لَيْسَ غَرِيبًا عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَى الشَّعْبِ القَطَرِي الشَّقِيق الذِي عَوَّدَنا دَائِمًا عَلَى كَرَم الضِّيَافَة وَحُسْن الوِفَادَة.

كَمَا أَوَدُّ التَّعْبِير عن سَـعَادَتِنَا، بِتَجْدِيد اللقَـاء بِأَشِقَّائِنَا القَطَريِّين فِي إِطَار الدَّوْرَة الثَّامِنَة لِلَّجْنَة العُلْيَا المُشْتَرَكَة،

وهِيَ أَوَّلُ لَجنـة عُلْيـا مُشْـتَركة يَعْقِدُهَا المَغْرِب، وَبِشَكل حُضُـورِي، مُنْذ بداية الجَائِحَة،
 وَهَذَا مَا يَعْكِس فِي عُمْقـِه حِـرْصَ البَلَدَيْن ورَغْبَتَهُمَا المُشْتَرَكَة فِي مُوَاصَلَة تَعْزِيـز مَـسَـارَات التَّعَاوُن الثُّنَائِي،
 والاِرْتِقَاء بِهَا إِلَى مُسْتَويَات أَعْلَى وأَرْحَب، وِفْقًا لِتَطَلُّعَات قَائِدَيْ بَلدَيْنـا صـاحب الجَلَالَة المَلِك مُحَمَّد السَّادِس، نَصَرَهُ اللَّه، وأَخِيـه حَضْرَة صـاحب السُّمُو الشَّيْخ تَمِيم بْنِ حَمَد آل ثَانِي، حَفِظَهُ اللَّه، اللَّذَيْـن مَـا فَـتِئَـا يُحِيطـَان هَـذِه العَلاَقَات الأَخَوِيَّة المَتِينـَة بِكـَرِيمِ رِعَايَتِهَا. 

وَأَغْتَنِم فُرْصَة تَوَاجُدِنا كَوَفْدٍ مَغْرِبِي عَلَى هَذِهِ الأَرْضَ الطَّيِّبَة، 
لأُهَنِّئَ أَشِقَّائَنَا القَطَرِيِّين عَلَى مَجْهُودَاتِهِم الجَبَّارَة عَلى مُسْتَوَى تَوْفِير البِنْيَات التَّحْتِيَّة المُنَاسِبَة، لِتَنْظِيم كَأْس العَالَم قَطَر-2022، 

سَعْيًا مِنْكُم لِيَكُون نُسْخَةً مُتَمَيِّزَة تَعْكِس الإشْعَاعَ الدَّوْلِي و التَطَوُّر البَاهِر لِبَلَدِكُم الشَّقِيق عَلَى كَافَّةِ المُستويَات،

 وَلَيْس لَدَيْنَا أَيُّ شَكٍّ أَنَّ قَطَر سَتُقَدِّم صُورَة مُشْرِقَة عَنَّا كَعَرَب، فِي هِذِه التَّظَاهُرَة الكُرَوِيَّة العَالَمِيَّة، الَّتِي تُنَظَّم لأَوَّلِ مَرَّةٍ عَلَى أَرْضٍ عَرَبِيَّة.

معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني؛
أصحاب المعالي والسعادة؛
أيها الحضور الكريم؛

لَقَد تَمَكَّن بَلَدَانَا وَالحَمْدُ لِلَّهِ، خِلَال هَذِه السَّنَوَات الأَخِيرَة، مِن إِرْسَاء إِطَارٍ قَانُونِيٍّ غَنِيٍّ وَمُتَنَوِّع لَتَعَاوُن ثُنائِي فِي العَدِيدِ مِنَ المَجَالات الاقْتِصَادِيَّة والتِّقَنِيَّة وَالقَضَائِيَّة وَالثَّقَافِيَّة والاجْتِماعِيَّة،

 وَيُعَدُّ اجْتِمَاعُنَا اليَوْم، فُرْصَة سَانِحَة لِتَقْيِيمِ حَصِيلَة هَذَا التَّعَاوُن، مُنْذ الدَّوْرَة السَّابِقَة لِلَّجْنَة العُلْيَا المُشْتَرَكَة الَّتِي عُقِدَتْ بِالرِّبَاط، 
والعَمَلِ سَوِيًّا عَلَى إيجَادِ أَنْجَعِ الوَسَائِل وَالسُّبُل الكَفِيلَة بِإِعْطَاء هَذَا التَّعَاوُن دَفْعَةً جَديدَةً وَتَوْسِيع آفَاقِه،

 مَعَ الحِرْصِ عَلَى تَذْلِيل كُل الصُّعُوبَات الَّتِي قَدْ تُوَاجِهُ مَسِيرَتَهُ، وَهَذَا مَا يُقَوّي مِن عَزِيمَتِنَا لِلْخُرُوج خِلَال هَذِه الدَّوْرَة، إنْ شَاءَ اللَّه، بِنَتَائِج تَرْقَى إِلَى مُسْتَوَى العَلاَقَات الوَطِيدَة الَّتِي تَرْبِطُ بَيْن بَلَدَينْا الشَّقِيقَيْن.

لَيْسَ لَدَيْنَا أَدْنَى شَك أَنَّ قِطَاعَات هَامَّة أُخْرَى كَالطَّاقَة، وَالطَّاقَات المُتَجَدِّدَة، وَالِاقْتِصَاد الرَّقْمِي، وَالفِلَاحَة، وَالتَّجْهِيز وَالنَّقْل، سَتَلْتَحِقُ بِالرَّكْب،

 خَاصَّة أَنَّهَا تَتَوَفَّر عَلَى كُلِّ المُقَوِّمَات الضَّرُورِيَّة، مِنْ أَجْلِ إِرْسَاء أُسُس تَعَاوُن مُثْمِر يُحَقِّق المَنْفَعَة المُشْتَرَكَة، وَيَسْتَجِيب لِتطَلُّعَات الطَّرَفَيْن وَيَعُود بِالخَيْر عَلَى بِنْيَاتِها الاقْتِصَادِيَّة والاجْتِماعِيَّة والبَشَرية.
وَبِقَدْرِ مَا نُعْرِب عَن ارْتيَّاحِنا للإِنجَازَات الَّتِي تَمَّ تَحْقِيقُهَا حَتَّى الآنَ، بِقَدْرِ مَا يَزِيد ذِلِك مِن رَغْبَتِنَا وطُمُوحِنَا فِي تَحْقِيقِ أَهْدَاف أَكْثَر شُمُولِيَّة وشَرَاكة مُثْمِرَة بَعِيدَة المَدَى،

 وَذَلِك مُسَايَرَةً للمُتغَيِّرات الَّتِي يَشْهَدُهَا العَالَم، وَمَا يَعْرِفُه عَالَمُ الاقْتصَاد والاسْتِثمَار وَالأعْمَال مِن تَطوُّرَات مُتَلاَحِقة.

وَإِنَّ مَا يُتِيحُه اليَوْم النَّمُوذج التَّنْموي الجَدِيد الَّذِي اعْتَمَدَهُ المَغْرِب مُؤَخَّرًا، بِفَضْل الرُّؤْيَة السَّدِيدَة لِصَاحِب الجَلَالَة المَلِك مُحَمَّد السَّادِس، نَصَرَهُ اللَّه، مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَفْتَحَ آفَاقَا جَدِيدَة وَواعِدَة أَمَام تَقْوِيَّة وتَطْوِير وَتَوْسِيع إِطَارِ تَعَاوُنِنَا الثُّنَائِي. 

كَمَا أَنَّ تَحْقِيقَ هَذِهِ الطُّمُوحَات لَن يتَأَتَّى إلَّا عَبْر تَكْثِيف اللِّقَاءَات بَيْنَ مُخْتَلِفِ القِطَاعَات الحُكُومِيَّة،

 ومُسَاهَمَةٍ أَكْبَر وانْخِراطْ أَقْوَى للقِطَاع الخَاص الذِي نُوَجِّهُ إلَيْهِ الدَّعْوَة لِحُسْنِ اسْتِثْمَار الفُرَص المُتَاحة لِلْوُصُول إلَى مَشارِيع اسْتِثمارية مُشْتَرَكَة تَعُود بِالنَّفْع عَلَى الجَانِبَيْن.

وَإِذ نُجَدِّدُ الإِشَادَة بالمجهود الاستثماري القَيِّم لِدَوْلَة قَطَر الشَّقِيقَة فِي مواكبة الأوراش التنموية المغربية، سَوَاءٌ مَا تَمَّ مِنْهَا فِي إِطَارِ المِنْحَة الخَلِيجِيَّة أَوْ خَارِجَهَا،
 فَإِن الأَمَل يَبْقَى مَعْقُودًا عَلَى مُوَاصَلَة أَشِقَّائِنَا فِي دَوْلَةِ قَطَر وَبَاقِي دُوَل الخَلِيج الشَّقِيقَة، مُوَاكَبَتَهُم الفِعْلِيَّة لِلْمَجْهُود التنموي الكَبِير الَّذِي انْخَرَط فِيه المَغْرِب، بِعَزْم وَثَبَات،
 بِمَا فِي ذَلِكَ فِي الأَقَالِيم الجَنُوبِيَّة للمَملكة، الَّتِي وُضِعَ مِنْ أَجْلِهَا بَرْنَامَج تَنْمَوِي طُمُوح، يَهْدِفُ إِلَى تَرْسِيخ مُكَتسَباتها بِشَكْل تَشَارُكي ومُنْدَمِج، وَطَنِيًا، وَيَسْعَى أَيْضًا إِلَى جَعْلِهَا قُطْبًا اقْتِصَادِيًا وتِجَارِيًا، عَلَى مُسْتَوَى إِفْريقْيَا جَنُوب الصَّحْرَاء،
 وِفْقًا للمَسَار الَّذِي أَطْلَقَهُ صَاحِبُ الجَلاَلَةِ المَلِك مُحَمَّد السَّادِس، نَصَرَهُ اللَّه، بِمُناسَبَة الذِّكْرَى 40 للمَسيرة الخَضْرَاء المُظَفَّرَة.

بِطَبِيعَة الحَال، فَإِن الفَاعِلِين الاقْتصَاديين القَطريِّين، سَوَاءٌ مِن القِطَاع العَام أَوْ مِنْ القِطَاع الخَاص، مَدْعُوُّون لِلاسْتِثْمَار ضِمْن البَرْنامَج التنموي الخَاص بِالأقَالِيم الجَنُوبِيَّة، وَبِالمَغْرِب عُمُومًا،
 بِاعْتِبَارِه بَوَّابَة لِدُخُول القَارَّة الإِفْرِيقِيَّة جَنُوب الصَّحْرَاء، وسَيَجِدُون كُلَّ التَّرْحِيب والمُسَانَدة والدَّعْم مِن أَشِقَّائِهِم وَنُظَرَائِهِم المَغَارِبَة.

معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني؛
أصحاب المعالي والسعادة ؛
أيها الحضور الكريم ؛

يَأْتِي لِقَاؤُنَا اليَوْم فِي ظِلِّ ظُرُوف دَوْلِيَّة وإقليمية دَقِيقَة وَشَدِيدَة التَّعْقِيد، 

خَاصَّةً فِي مَنطَقَتِنا العَرَبِيَّة، الَّتِي يَتَّسِمُ الوَضْع فِيهَا بتَنَامِي التَّهْدِيدَات الإِرهَابيَّة، مِمَّا يَتَطَلَّبُ مِنَّا جَمِيعًا تَعَاطِيًا عقْلانِيًا ورَزِينًا ومُنَسَّقًا.
کَما نَتَطَلَّع إِلَى تَكْثِيف الجُهُود، لِمُكافَحَة الفِكْر المُتَطَرِّف وَالإِرْهَاب المَقِيت الَّذِي نُدِينُه بِشِدَّة، 
وَنَدْعُو إلَى نَهْجٍ عَمَلِي لِلتَّعْرِيف بِالإِسْلَام، إسلام الوَسَطِيَّة وَالِاعْتِدَال، وَدَرْءِ كُلِّ إِسَاءَةٍ بِمُقَدَّسَاتِه وَرُمُوزِه.

و لا تَفُوتُنِي المُنَاسَبَة للتَّذْكِير أَنَّ القَضِيَّة الفِلَسْطِينِيَّة، تَظَـلُّ مِفْتـَاحًا لِلْأَمْن فِي المِنْطَقَةِ ومُحِيطِهـا،

 مـُوقِنِين أَن الإِبْقَاء عَلَى هَذِهِ القَضِيَّةِ العَـادِلَة بِـدُون حَـل،
 مِـن شـأنه إدَامـَةُ عَـوامِـل التَّـوتُّر والتَّطَرُّف وَعَدَم الِاسْتِقْرَارِ فِي المِنْطَقَة وَالعَالَم.

ونَغْتَنِم هَذِهِ المُنَاسَبَة لِنُجَدِّدَ تَضَامُنَنَا التَّام مَع الشَّعْبُ الفِلِسْطِينِي، وَدَعْمِنَا لَحِقِّه المَشْرُوع وَغَيْر القَابِل لِلتَّصَرُّف فِي إقَامَةِ دَوْلَتِه المُسْتَقِلَّة والقَابِلَة لِلْحَيَاة عَلَى كَافَّةِ أَرَاضِيه، عَلَى حُدُودِ الرَّابِعِ مِنْ يونْيو 1967 وعَاصِمَتُها القُدْس الشَّرْقِيَّة، 
تَعِيش جَنْباً إِلَى جَنْبٍ مَعَ دَوْلَة إسْرَائِيل، فِي أَمْنٍ وَوِئَام، وِفْق المَرجِعِيَّات الدَّوْلِيَّة المُعْتَمَدَة.

وسَتُوَاصِل المَمْلَكَة المَغْرِبِيَّة، الَّتِي يَتَوَلَّى عَاهِلُها الكَرِيم رِئَاسَة لَجْنَة القُدْس، الدِّفَاع عَنْ مَدِينَة القُدْسِ الشَّرِيف، بِكُل مَسْؤُولِيَّة وَحِكْمَة، عِلْمًا أَنْ القُدْس -وَكَمَا نَصَّتْ عَلَى ذَلِكَ مُخْتَلِف قَرَارَات الشَّرْعِيَّة الدَّوْلِيَّة- تَقَعُ فِي صُلْبِ قَضَايَا الوَضْع النِّهَائِي، 
وَهُوَ مَا يَقْتَضِي الحِفَاظ عَلَى مَرْكَزِهَا القَانُونِي والتَّارِيخِي، وَالإحْجَام عَنْ كُلِّ مَا مِنْ شَأْنِهِ المَسَاس بِوَضْعِهَا السِّيَاسِي القَائِم،

 فَضْلًا عَنْ وُجُوبِ الحِفَاظ عَلَيْهَا بِاعْتِبَارِهَا تُرَاثًا مُشْتَرَكًا للإنسانية، وبِوَصْفِها أَرْضًا لِلِّقَاء وَمَدِينَةً لِلسَّلَام وَالتَّسَامُح ورَمزًا للتَّعايُش السِّلْمِي بَيْن أتْبَاع الدِّيَانَات التَّوْحِيدِيَّة الثَّلَاث، ومَركَزًا لِقِيَّم الِاحْتِرَام المُتبَادَل والحِوَار، كَمَا وَرَدَ فِي نِدَاءِ القُدْس،
 الَّذِي وَقَّعَهُ صَاحِبُ الجَلاَلَةِ، نَصَرَهُ اللَّه، وبَابَا الفاتيكان، البَابَا فَرَانْسِيس، بِتَارِيخ 30 مَارس 2019 خِلَال زِيَّارَة قَدَاسَتِه لِلمَغْرِب.

مِـن جِهَة أخرى، وَفِي ظِـلِّ الأَوْضَـاع المُقْلِقـَة الـتِي تَعِيشُهَا مَنْطَقَتُنـا العَربيـَّة جَـرَّاء ازْدِيَاد نُزُوعَـات الِانْفِصَال وانتشار آفَـة الإِرْهَاب وَارْتِفَاع وَتِيرَة التَّدخُّلاَت الأَجْنَبِيَّة، 

فَإِن جُهُـودَنَا يَنْبَغِي أَنْ تَنْصَـرِف إِلَى تَمْكِينِ دُوَّلِنا العَربيـة مـن الدِّفَاع عَن وَحْدَتِهَا وَسِيَّادَتِها وتَعْزِيز أَمْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا،

 وَذَلِك عَبْر إِعْلَاءِ قِيَّم التَّآزُر والتَّضامن وَحُسْن الجِوَار وَالِامْتِنَاع عَن التَّدَخُّل فِي الشُّؤُون الدَّاخِلِيَّة للدُّول وَتَهْدِيد وَحْدَتِهَا التُّرَابِيَّة وَأَمْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا.

وَهُنَا لَا تَفُوتُنِي هَذِهِ المُنَاسَبَةَ، دُونَ أَنْ أُنَوِّه عَالِيًا بِالحِس التَّضَامُني الرَّفِيع لِبَلَدِكُم الشَّقِيق إِزَّاءَ وَحْدَة المَغْرِب التُّرَابِيَّة، وَمَا عَبَّرْتُم عَنْهُ فِي شَتَّى المُنَاسَبَات، 

سَوَاءٌ عَلَى مُسْتَوَى الدَّوْلَة أَوْ عَبْرَ مَجْلِس التَّعَاوُن الخَليجِي، فِي تَنَاغُم مَعَ بَاقِي بُلْدانِ الخَليجِ الشَّقِيقَة، مِنْ مَوْقِفٍ وَاضِحٍ ودَاعِمٍ لِمغْربِيَّة الصَّحْرَاء ومُسَانَدَةٍ ثَابِتَةٍ ومَوْصُولَةٍ لِقَضِيَّتِنا الوَطَنِيَّة.
وَ إِن المَغْرِب، الَّذِي يَعْتَبِرُ الدّفَاع عَنْ وَحْدَتِه الوَطَنِيَّة وَالتُّرَابِيَّة مِن ثَوابِتِهِ ومُقَدَّسَاتِه، لَيُجَدِّدُ مَوْقِفَه الرَّافِض لِأَيّ مَسَاسٍ بِوَحْدَة وَسِيَادَة أَيِّ بَلَدٍ عَرَبِيٍّ، أَو التَّدَخُّلِ فيِ شُؤُونِهِ الدَّاخِلِيَّة.

     وَفِي هَذَا السِّيَاقِ، فَإِنَّنَا نَتَطَلَّع إِلَى أَنْ تَجِدَ الأزَمَات الَّتِي تُعَانِي مِنْهَا دُوَلٌ عَرَبِيَّة شَقِيقَة كَسُوريا وَاليَمَن وليبيا، حَلَّا سِيَّاسيًا يَصُون لَهَا وَحْدَتَهَا التُّرَابِيَّة والوطنية،
 وَيَضْمَن أَمْنَهَا وَاسْتِقْرَارِهَا وَيُحَقِّقَ تَطَلُّعَات شُعُوبِها فِي التَّنْمِيَة وَالحُرِّيَّة.

نَأْمَلُ صَادِقِين أَنْ تَتَجَاوَزَ مِنْطَقَتُنا العَرَبِيَّة أَسْبَاب التَّوَتُّر والتَّصْعيد،

 وَأَن نَتَوَجَّه جَمِيعًا بِرُوحٍ مُفْعَمَة بِالمَسْؤولِيَّة والتَّضَامُن، نَحْو مُسْتَقْبَل مُشْتَرَك مُشْرِق، تَتقَاسَمُ فِيه الأَجْيَالُ القَادِمَةُ عَوَامِل النَّمَاء وَالتَّقَدُّم وَالرَّخَاء.
و إِنَّنَا لَوَاثِقُون أَنَّ مَا سَتَنتَهِي إِلَيْهِ هَذِهِ الدَّوْرَة مِن قَرَارَاتٍ وتَوصِيَّات وَمَا سَنَتَوَصَّل إلَيْهِ مِنْ نَتَائِج، سيُعْطِي دَفْعَةً جَديدَةً لِمَسِيرَة التَّعَاوُن المُثْمِر وَالبَنَّاء القَائِم بَيْن بَلَدَيْنَا الشَّقِيقَيْن،

 فِي ظِلِّ التَّوْجِيهَات السَّامِية لِقَائِدَي بَلدَيْنَا صَاحِبُ الجَلاَلَةِ المَلِك مُحَمَّد السَّادِس، وَأَخِيه حَضْرَة صَاحِب السُّمُو الشَّيْخ تَمِيم بْنِ حَمَد آل ثَانِي، حِفِظَهُمَا اللَّه.
قَبْلَ أَنْ أَخْتَتَم كَلِمَتَي، أَوَدُّ أَن أُجَدِّدَ، أَصَالَةً عَنْ نَفْسِي وَنِيَّابَة عَنْ أَعْضَاءِ الوَفْدِ المَغْرِبِي، الإِعْرَاب عَن عَمِيق امْتِنَانِنَا وتَقْدِيرِنَا، إلَى دَوْلَة قَطَر الشَّقِيقَة، قِيَّادَة وَحُكُومَةً وَشَعْبًا،

 عَلَى مَا أَحَطْتُمُونَا بِهِ مِنْ كَرِيمِ العِنَايَة وَحُسْن الوِفَادَة مُنْذ حُلُولِنَا بَيْنكم، شَاكِرًا فَرِيقَ كِبَار المُوَظَّفِين مِنَ البَلَدَيْن عَلَى مَا بَذَلُوه مِن جُهُودٍ حَثِيثَةٍ مِنْ أَجْلِ إعْدَادِ وَثَائِق هَذِه الدَّوْرَة.
وَفَّقَنَا الله جَميعًا لِمَا يُحِبُّه ويَرْضَاه، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


 

النشرة الإخبارية